روز زيادهالسيّد المسيح تجسّد وعاش حياتنا وقاسى في حياته الكثير من ظلم وجحود الإنسان. لكنه لم يكفر برسالة خلاص هذا الإنسان. تقبّل الحكم عليه بالموت صلباً وفي قلبه رجاء بمشيئة الله الآب. السيد المسيح بإرادة الرب جاء ليكون ذبيحة الخلاص البشري إلى دهر الداهرين، ولكنه عاش ألماً يوازي رسالة الخلاص، ولم يتم الخلاص إلا برجاء القيامة.
ألم الشعب اللبناني ما زال مستمراً منذ عقود، وسيبقى ما دام مَنْ نصّبوا أنفسهم أسياداً عليه وعلى بلده يخذلونه كل يوم، في كل موعد وعند كل مبادرة خير. أسقطوا كل الحجج وسدّوا كل المنافذ وما زالوا مستمرين بالتعنت المتبادل.
الشهداء من أبناء بلدي منذ 2005 ولغاية اليوم أكثر من أن نحصيهم، لأنّ بعضهم استشهد غدراً والبعض الآخر دفاعاً عن الوطن. ويبقى هذا الشعب ينتظر تصريحاً من الزعماء ورجال الدين ومتطوّعين للجهاد، وهذا الشعب لم يقم بتجمّع معبّر عن حصول ما يحصل وعن ملله من تصرف المجلس النيابي. ولكن بالمقابل، هناك من يريد فتح حرب من أجل رجل.
نحن اللبنانيين لدينا قضية وجود مهدّدة، مع ذلك ننتظر السياسة الكاذبة «الجميع يعرف هذا لم أنبش المخفي». وباعتبار أنّ السياسة كاذبة وتُجاري الرياح في كلّ الاتجاهات، كيف تسمحون يا حكّام بلادي بأن تحرجوا رجال الدين؟ وأنتم تعرفون أنّ واجبهم أن يكون كلامهم نعم، نعم أو لا،لا؟ أرفض أن يُزج رئيس طائفة، كائناً من كان، في أكاذيب السياسة. وسياسة لبنان مترامية الأطراف بين شرق وغرب، وبين 18 طائفة ومذهباً، وأحزاب (عا مد عينك والنظر).
عقود من الألم عشناها ونعيشها، ولكن ما من أمل. لذلك علينا العودة إليه تعالى بالصلاة والتضرّع ليفدي هو بلدنا ويرسل من علياء سمائه مَنْ يعلّمنا التسامح، من يعلّمنا الوطنية، من ينتشل بلداً معذباً فيعطى لنا رجاء الخلاص مما نعانيه؟