دمشق ــ الأخباردمشق تفتقد هذه الايام إيقاع حياتها. تستقبل خلال اليومين المقبلين الحدث الأبرز على الساحة العربية. لكنها تبدو كمن هجرها أهلها. الطرق فارغة والمحالّ مغلقة، باستثناء بعض المناطق. استفادوا، على ما يبدو، من العطلة الرسمية التي أعلنت أيام الجمعة والسبت والأحد. رحلوا عن عاصمة الأمويين، باتجاه قراهم. أما أبناء المدينة الأصليون، فخرج الميسورون منهم إلى متنزّهات ريف دمشق، فيما مارس الأقل حظاً عادتهم الأسبوعة المعروفة باسم «السيران».
لا يمكن المار في الشوارع ملاحظة أي مظهر استئنائي، عدا بعض الشعارات الصغيرة الحجم الخاصة بالقمة. وحدها الفنادق، التي حجزتها الوزارات المختصة للوفود المشاركة في المؤتمر العربي، ترتدي حلة هذا الحدث: أشبه بقلاع أمنية متناثرة. الدخول إليها ممنوع إلا لحملة التصريحات الخاصة. مداخلها ركبت فيها ماكينات خاصة لكشف المعادن. القيّمون على حراستها يحملون أجهزة خاصة إلكترونية. الطرق المحيطة تنتشر فيها حراسة كثيفة. الوقوف فيها ممنوع للسيارات، إلا للتي تحمل بطاقات خاصة.
هذه حال العاصمة المدينة. أما ريفها (ضواحيها) الجنوبي فتبدو حاله مختلفة: إقفال منطقة بأكملها، تحيط بما يسمى مدينة المعارض وفندق إيبلا وقصر المؤتمرات، حيث تجري أعمال القمة. دخولها محصور بالمنظّمين والوفود المشاركة والإعلاميين، الذين لا يستطيعون الولوج إليها إلا بحافلات مخصصة، تمر على الفنادق بأوقات معينة لنقل الراغبين في التوجه إليها.
وأبرز ما يستوقف المستطلع لأجواء الشام عشية القمة، تلك الترتيبات الاستثنائية التي اعتُمدت في الفنادق؛ وزارة السياحة حجزتها بالكامل خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 30 آذار الجاري، ومنعت إداراتها من استقبال أي نزيل إلا الذي يحجز عبرها. فرضت أسعاراً خاصة على الخدمات التي تؤمّنها، أعلى من تلك المعتادة. بعض النزلاء الضيوف من الشخصيات الإعلامية الرفيعة المستوى حصل على إقامته الكاملة على نفقة وزارة الإعلام السورية. أمّا الباقون من إعلاميين وضيوف، فيدفعون من حسابهم الخاص للفندق. وبحسب مصادر فندقية، من المقرر أن تجري هذه الفنادق مقاصة مع وزارة السياحة في نهاية أعمال القمة، تحصل الأولى من خلالها على حصتها بالأسعار المتداولة قبل انعقاد المؤتمر، وتحتفظ الثانية بالباقي.