strong>ثائر غندور
«يقع حزب الله في الخطأ الذي ارتكبه بشير الجميّل في عام 1977 عندما أضعف المؤسسة العسكريّة ووضعها تحت تصرّفه، وجاء الاجتياح في عام 1982 ليستثمر الجميّل هذه السيطرة»، كما يقول النائب السابق فارس سعيد، الذي يكمل قراءته بالقول إن حزب الله يمارس تدميراً منهجياً للدولة عبر إقفال مجلس النوّاب والتشكيك بشرعيّة الحكومة وعدم انتخاب رئيس للجمهورية والقيام بعملية استفزاز وتدمير منهجي للجيش عبر وضع شروط عليه، «وهذا يعني أن هناك مشروع بناء دويلات لا دولة، إذ إن مشروع الدولة اللبنانيّة هو مشروع المسيحيين في لبنان منذ القدم، وهم مستمرّون في الاضطلاع بدورهم».
ويتحدّث أحد مسؤولي القوّات اللبنانيّة، فادي سعد، عن اقتناع حزبه بأن تطبيق دستور الطائف ـــــ تسوية ما بعد الحرب ـــــ هو السبيل الوحيد لبناء الدولة، لأنّه يؤمّن توزيعاً عادلاً للسلطة. وإذا كان هناك أي طرف غير مؤمن بالدستور، ويريد استخدام وسائل ثانية، فهو يمارس «مراهقته السياسيّة، وسوف يدرك الموضوع لاحقاً، لكن نتمنّى أن لا يحصل ذلك بعد فوات الأوان».
ويرى سعد أن هناك بالتأكيد ثغراً في اتفاق الطائف، منها إمكان إقفال المجلس النيابي على يد رئيسه، «وعلينا أن نجلس معاً في المؤسسات الدستوريّة لنقاش ما نريد تعديله».
ويقول سعد إن القوّات اللبنانيّة تعمل بشكل أساسي على بناء الدولة والحفاظ على السلم الأهلي «وليقولوا لنا أين برز موقف أو ممارسة فعليّة للقوات ضدّ السلم الأهلي، لا اتهامات سياسيّة». فهو يعتقد أن البعض يجد صعوبة في فهم موقف القوّات اللبنانيّة، ربما لأن جذورها عسكريّة تعود إلى الحرب الأهليّة. ثم يُحدّد المسؤول القواتي عناوين عمل حزبه في المرحلة المقبلة، أي بعد تجاوز الأزمة السياسيّة، وهي «دولة عادلة اجتماعيّة تؤمّن لمواطنيها حقوقهم الأساسيّة، ولا يكون فيها مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانيّة». ويركز على قدرة لبنان على الاحتفاظ بموقعه صلةَ وصل بين الشرق والغرب.
بدوره، ينقل عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب ساسين ساسين نظرة تشاؤميّة، لأن «الأفق غير مفتوح، ونخاف تدويل الأزمة في حال فشل المبادرة العربيّة التي يبدو أنها فشلت». وفي رأيه أن فشل المبادرات الثلاث الفرنسيّة، العربيّة ومبادرة برّي، يدفع لبنان نحو فراغ نهائي، وهذا ما لن يقبل به المجتمع الدولي.
وللنائب السابق سعيد قراءة لتحالف 14 آذار، يرى فيها أن مكونات هذا التحالف عادت إلى لبنانيّتها، بعدما كانت مرتبطة «بجمال عبد الناصر وياسر عرفات أو بالإدارة المدنيّة»، وعندما يُقرّر حزب الله والتيّار الوطني الحرّ الدخول في منظومة الدولة «نرحّب بها». ويقرّ سعيد بأن انفصال التيّار الوطني الحرّ عن تحالف 14 آذار أفقد هذا التحالف الكثير من حيويّته.
وترفض القوّات اللبنانيّة وحزب الكتائب والشخصيّات المستقلة من لقاء قرنة شهوان التهم التي توجّه إليهم بأنهم موظفون لدى تيّار المستقبل، لأن قرار 14 آذار تتخذه «المجموعة لا أفراد» بحسب سعيد، فيما يشبّه فادي سعد 14 آذار بمرحلة الخطوبة، حين يتعرّف الحبيبان واحدهما على الآخر.