راجانا حميّة
كان يوماً للاحتفال، بعيداً عن صخب الدراسة، أمضاه أطفال مدرسة «الشويفات ناشيونال كولدج» على طريقتهم، واختتمت معه جمعيّة «ديا» الفرنسيّة نشاطاتها الترفيهيّة التي بدأت بعد حرب تمّوز 2006. ولكن لم يكن ينقص الأطفال في يومهم هذا أغنية إضافية ترجعهم إلى واقعهم الذي يعيشونه في ضاحيتهم الجنوبيّة. فهنا، لا شيء يختلف عمّا هو خارج أسوار المدرسة. هنا أيضاً، باستطاعة «الكهرباء» أن تعدّل في برنامج الحفل، كأن تُستبدل مثلاً مقطوعة «بيتهوفن ... الشرقية» الموسيقيّة بأغنيةٍ للكهرباء، «لبنان يا أحلى لبنان بكهربتو». ولكن رغم ذلك، مرّت «الكهرباء» مرور الكرام بالحفل، فلم يجد التلامذة في انقطاعها المفاجئ سبباً يثنيهم عن متابعة يومهم الترفيهي الأخير مع «ديا»، الذي أخذ من أيّامهم الكثير للخروج بخمس لوحاتٍ راقصة وقصّة.
أمس، كان التلامذة أكثر حماسةً من العادة، غنّوا ورقصوا و«نبشوا» مدى ساعتين، كلّ ما يختبئ في دواخلهم في قاعة الاحتفالات في مدرستهم، وكانوا أيضاً أكثر فرحاً من فريق «ديا» الذي لم يشعر إلى الآن برغبته في ترك العمل مع الأطفال، إلاّ أن ورشة نشاطاته تنتهي في الرابع عشر من الجاري. ولكن رغم ذلك، حاول الطرفان، ديا والأطفال، أن يحتفلا بكلّ ما لديهما في اليوم الأخير، فاجتمع حوالى350 طفلاً مع مدير البرنامج، برتران فانيان، والمسؤولة عن المشروع ماريون جونكا.
بدأ اليوم الأخير برقصة المحبّة التي اختارت إدارة المدرسة أن تكون «التحيّة الأولى» لديا، قبل المباشرة بلقطاتها التالية، والتي حرصت على أن تكون «دروساً» ترفيهيّة يتعلّم من خلالها الأطفال بعض العبر التي يحتاجونها في سنواتهم الدراسيّة وحياتهم العامّة. في النشاط الأوّل، بعد رقصة التحيّة، بدأ الدرس الأوّل عن البيئة وكيفيّة المحافظة عليها، علماً بأنّه كان «من أجمل الدروس»، على الأقل بالنسبة إلى الأطفال، فهو الدرس الذي لن يُجبروا على حفظه، بل على غنائه... ومع مهندس صوت وغيتار. ولم تقف الدروس عند أغنية «الغابة»، إذ إنّ قصّة «حلا...والصقر والأفعى»، كانت تهدف إلى تنمية حسّ الذكاء والوحدة والعمل دائماً ضمن شعار «في الاتّحاد قوّة» ، «l union fait la force». وتدور القصّة حول تلميذة اسمها حلا، رسبت في امتحانها لأنّها لم تكن مستعدّة بما يكفي، وأخفت نتيجتها عن والديها، وقرّرت أن تستعين بجدّتها لمساعدتها، فما كان من الجدّة إلاّ أن روت لها قصّة «الصقر وأولاده الخمسة والأفعى، وكيف استطاعت الصقور بذكائها واتّحادها الهروب من الحيّة». اكتشفت بعدها حلا أنّه «لا يكفي أن نكون أذكياء، ولكن يجب أن نفكّر جيّداً قبل الإقدام على أي عمل».