ثائر غندور
ينتظر الجميع اللقاء الإعلامي لزعيمَي المعارضة، الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ورئيس التيّار الوطني الحرّ العماد ميشال عون، مساء اليوم. فالناس ينتظرون ظهور واحدٍ منهما لمعرفة مواقفه، فكيف بظهور الاثنين معاً. في هذا الوقت، يسود الجمود الحياة السياسيّة، بعد وصول الأمور بين الموالاة والمعارضة إلى الحائط الذي لم يعد له نعت آخر غير «مسدود».
ويوضّب الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى حقيبته ليأتي الجمعة إلى بيروت. ولا تشير المعلومات المتوافرة، حتى الآن، إلى أن موسى يحمل جديداً، ولذلك من الأفضل له، بحسب أحد السياسيين، عدم حمل الكثير من الملابس لأنّه لن يحتاجها، إلّا إذا أراد أن يقوم بسياحة ويزور حلبات التزلّج.
ويقول مسؤول العلاقات السياسيّة في التيّار الوطني الحرّ، جبران باسيل، إن «أقصى ما يتمنّاه موسى هو عقد اجتماع رباعي شبيه بالذي جمع عون وموسى والنائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميّل. وإذا لم يطرح موسى المبادرة العربيّة بروحيّتها، أي انطلاقاً من مبدأ لا غالب ولا مغلوب ومشاركة فاعلة للطرفين في الحكم، فلا جدوى من زيارته». ويُضيف أنه «إذا عاد موسى من دون أي شيء إضافي، فإنّه يقوم بعمليّة رفع عتب تجاه الذين كلّفوه».
ولا يراهن معارض آخر على نجاح موسى، لأنه يعتقد بأن الجامعة العربيّة منحازة إلى الأكثريّة. لكن هذا المعارض يرفض إعلان وفاة المبادرة «لعل وعسى». ويشترك هذا المعارض مع باسيل في التخوّف من أن تكون وظيفة هذه المبادرات مجرد إمرار الوقت، والوصول إلى التدويل عبر إعلان فشل جميع المبادرات.
ويتخوّف باسيل من أن تحصل حوادث مأساويّة تستهدف جرّ البلاد صوب التدويل. ويتساءل عن سبب توقع البعض حصول اغتيال بحجم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، «ومن تكون الشخصيّة التي توازيه؟».
بدوره، يقلّل نائب من أهميّة التدويل، «فأولمرت أعلن أن أحد أسباب شنّه الحرب على لبنان هو المساعدة على تطبيق القرار 1559، وفشل. فمن سيطبّق القرارات الدوليّة؟ وهلّ سيصدر مجلس الأمن قراراً يعيّن فيه العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة؟ وهل سيرسلون إلينا قوّات شرطة دوليّة لفرض قراراتهم علينا؟». ويتذكّر المعارض كيف هرب المراقبون الأوروبيون من معابر قطاع غزّة في فلسطين المحتلّة فور احتدام الصراع، «ولا ننسى وجود قوّات اليونيفيل في الجنوب اللبناني».
لكنّ هذا المعارض يرى أن فرص وصول سليمان إلى رئاسة الجمهوريّة ما زالت قائمة، «لأن لا بديل منه». ويرى أن التحقيق الذي يجريه الجيش «جريء، ولا يمكن أن نحمّل الجيش أكثر من توقيف ضباط واحتمال محاسبة مدير العمليّات، لأن الجيش يشبه الموزاييك اللبناني، وهو ليس جزءاً من المعارضة».
لكنّ هذا المعارض متخوّف ومتشائم، لأنه يرى الأمور سائرة نحو الأسوأ، «أما نزول المعارضة إلى الشارع فسوف يكلّف دماً، وهو ما لا نريد أن نُجبر عليه».