strong> فاتن الحاج
لن ينتظر طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية هذه المرّة استقرار الوضع السياسي والاستحقاق الرئاسي، بل سيتحرّكون اعتباراً من بداية آذار المقبل، بعدما أمهلوا، بإيعاز من رئيس مجلس طلّاب الفرع عباس قطايا، إدارة الكلية شهراً واحداً، لبدء أعمال ترميم المباني التي وعدتهم بها قبل شهرين.
وكانت مديرة الفرع الأول الدكتورة، هناء بعلبكي، قد انضمت أمس إلى الجمعية العمومية التي عقدها الطلاب في قاعة نزار الزين. ووضعت المجتمعين في أجواء الزيارات التي قامت بها شخصياً إلى رئاسة الجامعة لمتابعة هذا الملف، مشيرة إلى أنّ التراتبية والروتين الإداري يحولان دون انطلاقة الصيانة الكاملة، لمعالجة «النش» و«برك» المياه في الصفوف، علماً بأنّ الكلية بدأت بعض «التصليحات» البسيطة في شبكات الصرف الصحي وما شابه. وأوضحت أنّ استئجار مبانٍ جديدة غير وارد، «يريدون في الرئاسة إعطاءهم فرصة، ونحن ما زلنا ننتظر». من جهته، أثار قطايا مناقصة الـ24 مليوناً التي صرفت لصيانة المصاعد ولم تخدم سنة واحدة، معرباً عن اعتقاده بأنّ هناك مشكلة لا محالة. وأكدت بعلبكي ضرورة التزام الطلاب حضور المقررات الدراسية لمزيد من الإنتاجية، ودعتهم إلى ارتياد المكتبات الخاصة بكل قسم والمكتبة المركزية، بعدما زودت بالكتب الحديثة، وخصوصاً أنّ الكلية تسعى إلى تطبيق النظام التعليمي الجديد (LMD) ابتداءً من العام الجامعي المقبل. وأبلغت الطلاب باعتماد أجراء جدد يتولون أعمال الحراسة للمباني.
وهنا سأل المجتمعون عما إذا كان ممكناً حراسة الشارع الذي يفصل بين المباني والذي يشهد عجقة سيارات ومضايقات وتلطيشات لطالبات الكلية، فأوضح قطايا أنّ الأمر مسؤولية بلدية بيروت «التي لم تستجب إلى أيٍ من نداءاتنا، وبالتالي مطلوب آلية لمتابعة هذه القضية، لكون الأمر يشكل لنا إحراجاً يومياً».
وفي الجمعية العمومية، حرصت بعلبكي على تسجيل ملاحظات الطلاب الذين ناقشوا واقع كليتهم المزري وطالبوا بأبسط حقوقهم الأكاديمية والإنسانية. فاقترحت إحدى الطالبات إعادة العمل بدوام بعد الظهر، بعد ازدياد عدد الطلاب الذين يعملون بسبب الظروف المعيشية القاهرة. ولفتت بعلبكي في هذا الإطار، إلى أنّ دراسة أجريت منذ 9 سنوات على نسبة الطلاب الذين يعملون في الكلية، وتبين أنّها نسبة متدنية، لكن لا مانع من إعادة النظر في الموضوع.
وطرح الطلاب غياب القاعات المجهزة بالتقنيات الحديثة لإجراء أبحاثهم القليلة نسبياً، بسبب لجوء قسم لا بأس به من الأساتذة إلى اتباع الطريقة التلقينية في التعليم، إضافة إلى المشكلات البسيطة الخاصة بكل قسم على حدة. وهنا، أحالت بعلبكي الطلاب إلى رؤساء الأقسام لوضعهم في تفاصيل الاعتراضات، لأنهم مخوّلون بمتابعة قضاياهم الأكاديمية.
وتمنى المجتمعون لو أنّ رئيس الجامعة يزور الكلية لمعاينة الأزمة على أرض الواقع. يذكر أنّ الطلاب خرجوا في وقت سابق، في حركة عفوية، احتجاجاً على واقع الكلية، وهم مستعدون لأي تحرك في حال عدم التجاوب مع مطالبهم.