نادر فوز
يبدو إصرار الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، على الحضور إلى بيروت، يوم غد، أمراً مستغرباً، في ظل التصعيد الكلامي خلال اليومين الماضيين، وتركيز فريق الموالاة، نواباً ووزراء، هجومه على حزب الله.
يحضر موسى دون جديد، فهل هدف زيارته نزع جهاز التنفّس عن المبادرة العربية وإعلان سقوطها بعد مرحلة الموت السريري، فيما يؤكد مقرّبون منه أنه سيحضر لـ«الاستماع إلى الطرفين، وما إذا تغيّر موقف أحدهما»؟.
وقد أشيع خلال الساعات الأخيرة، إمكان مناقشة موسى الطرفين في مسألة رئاسة جمهورية توافقية وحكومة أقطاب وطنية انتقاليّتين، أو تباحث في تعديل نسبة التمثيل في الحكومة، وهي طروحات استبعدتها معظم القوى السياسية.
ويشير هؤلاء إلى أنّ إعلان سقوط الخطوة العربية يقع على عاتق وزراء الخارجية العرب لا على موسى، «فهو ليس إلا رسولاً»، ما يعني أنّ المبادرة العربية ستستمر بالعيش تحت «العناية المركّزة» إلى حين الاجتماع المقبل للوزراء العرب الذي لم يحدّد في الأصل.
أما عضو كتلة المستقبل، النائب عمّار الحوري، فأكد أنّ طرحاً يتناول رئاسة جمهورية انتقالية مرفوض من جانب قوى الموالاة، ونفى أي خطوة مماثلة يمكن أن يقوم بها موسى. وفي ما يخص حكومة الأقطاب التوافقية، شدّد الحوري على أنها ستقدم النسب ذاتها التي قدّمتها المبادرة العربية، أي 3 (الموالاة) ــــ 2 (المعارضة) ــــ 1 (رئيس الجمهورية)، مستبعداً أن توافق المعارضة على هذا الاقتراح، إذ إنها «مضطرة لأن تفعل ما بوسعها لإبقاء الفراغ».
في المقابل، تسيطر النظرة السوداوية على مواقف قوى المعارضة من زيارة موسى. ويؤكد عضو كتلة الحزب القومي النيابية، النائب مروان فارس، أنه لا يمكن للعلاقات العربية المتوترة أن تنتج حلاً في لبنان، و«لا بد أن تؤثر سلباً على سلوك أمينها العام والمسألة اللبنانية».
وشدد فارس بعد زيارته الرئيس نبيه بري، على أنّ موسى لا يحمل أي طرح جديد، وأنّ رئيس المجلس يدرس مدة تأجيل جلسة أو جلسات ملء فراغ بعبدا، كما يقلّل بدوره من احتمال التوصل إلى اتّفاق بشأن حكومة أقطاب أو حكومة حيادية. ورأى فارس أنه من مصلحة العماد ميشال سليمان التسريع بالتحقيق، فالرئاسة والاتّفاق على هذا الاسم التوافقي مرهون بالتحقيق «الجاد والسريع حتى الآن».
ويبدو فشل زيارة موسى معلَناً، بحسب أحد أعضاء اللقاء الوطني، و«يجب أن نستعد للأسوأ ما دامت كل المساعي الداخلية والعربية قد نُعيت»، في إشارة منه إلى توجّه الأزمة نحو مجلس الأمن. وحذّرت الشخصية المعارضة من أنّ فشل المبادرة، «التي حُوِّرت وفُسِّرت كما يحلو للبعض»، يهدد لبنان وأمنه، ويضعه في عاصفة حوادث مشابهة لحادث مار مخايل «أو أكثر حدة وإيحائية منه».