رامي زريق

يُعَدُّ الفريك (أو الفريكة)، وهو القمح الأخضر المشوي، من الأغذية التقليدية التي تعرف بها بعض البلدان العربية المتوسطية، وخصوصاً سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والأردن.
تعود تسمية «الفريك» إلى عملية الفرك التي تخضع لها سنابل القمح بعد شيّها، لتخليصها من القشور المحروقة. ويقال إن اكتشاف الفريك أتى مصادفة، بعدما أحرق بعض المزارعين حقولهم المزروعة بالقمح لكي لا تسقط في أيدي الغزاة. وعندما عادوا إليها وجدوا أن القمح لم يحترق تماماً، بل إنه نضج نتيجة الحرارة وأصبح صالحاً للأكل.
يصنع الفريك تقليدياً في المناطق المنتجة للقمح، ومنها هضاب جبل عامل في جنوب لبنان، حيث تعرف بلدة شمع بإنتاجها المميّز. وفي هذه البلدة الجنوبية، يصنع الفريك في موسم الربيع: بعد قطاف السنابل الخضراء، تجمع السنابل في الحقل وينصب إطار معدني مشبّك، ويستعمل لهذا الغرض عادة «رفّاص» سرير قديم. يوقد البلّان تحت الشبك ويرمي المزارع السنابل على الإطار إلى أن يسوَدَّ لونها وتحترق أشواكها. ثم تنظّف حبوب القمح من المواد المحروقة وتُترك في الشمس لتجفّ.
يستعمل الفريك في الطبخ كما يستعمل الأرزّ، إلا أنه يتفوّق عليه صحيّاً وغذائياً. فالفريك أغنى بالألياف والبروتينات والمعادن من الأرزّ والقمح العادي وسائر الحبوب، لذا يمكن وصفه للذين يتّبعون نظاماً غذائياً تقلّ فيه النشويات.