درجت في الآونة الأخيرة عمليات السلب المسلح التي ينفّذها أشخاص يرتدون زياً أمنياً، وذلك باستخدام وسائل الاستدراج بدل المواجهة المباشرة مع الضحية. لكن يبدو أن هذه العمليات كان لها اختصاصيّوها منذ سنوات عدة، وأن بعض العسكريين يقومون فعلاً بهذه الأعمال الجرمية، فيما يقوم بها آخرون مدنيون يرتدون الزي العسكري. فإبراهيم ج. كان يعمد في الثمانينات إلى استدراج سائقي السيارات العمومية، بعد صعوده معهم، إلى أمكنة شبه مهجورة ويسلبهم المبالغ المالية التي في حوزتهم مهدداً إياهم يالسلاح الأبيض. ويقول إبراهيم إنه اشترك مع عسكريين بعدة عمليات سلب. كما يروي تفاصيل افتضاح أمره في إحدى المرات عام 1986 يوم صعد في إحدى السيارات العمومية، وهي من نوع مرسيدس، إلى منطقة الفنار بقصد سلب السائق. فطلب المتهم من الأخير سلوك طريق فرعية، وحينها شعر السائق بأن زبونه يضمر له السوء، فأقلع مسرعاً إلى أحد المراكز الحزبية المسلحة القريبة من المكان، حيث أُلقي القبض على إبراهيم وفي حوزته سكين، ليجرى لاحقاً تسليمه الى الأجهزة الأمنية الرسمية. يقول إبراهيم ج. إنه اشترك في بعض عمليات السلب المسلح مع أشخاص آخرين استهدفوا فيها سائقي السيارات العمومية من خلال الأسلوب نفسه، وباستعمال السكين.هذه الوقائع وردت في متن الحكم الوجاهي الذي صدر بحق إبراهيم أخيراً بعدما استسلم للقوى الأمنية إثر ارتكابه العمل المسلح في الفنار والمذكور أعلاه. وخلال التحقيقات، أورد المتهم أنه بتاريخ 22-4-1986 كان قد سلب السائق موسى م. مبلغاً من المال، إضافة إلى خاتم مقلّد، بعدما هدّده بسكين في الفنار أيضاً، وذكر أنه سلب سائقاً آخر مبلغاً من المال. كما ذكر خلال التحقيقات أنه سبق أن اشترك مع المحكوم عليه عماد ح. بالطريقة ذاتها للإيقاع بالضحية وتهديدها.
وبناءً على الوقائع التي توافرت، أصدرت محكمة جنايات جبل لبنان حكماً على إبراهيم ج. قضى بسجنه ستة أشهر (بعدما خفّفت من سنة واحدة) عملاً بقانون العفو الرقم 84/91 (لكون الجرم قد حدث قبل عام 1991).
(الأخبار)