صيدا ـ خالد الغربي
اقتنص أطفال مخيّم عين الحلوة فرصة الطقس الهادئ للعب واللهو بعيداً عن هموم الدراسة والمخيّم، فافترش حوالى 100 طفلٍ تتراوح أعمارهم بين 6 و13 سنة بقعة خضراء في محلة درب السيم القريبة من مخيّمهم للاستمتاع بما يحرمون منه في الداخل. وصل الأطفال إلى درب السيم بعدما قطعوا مئات الأمتار من داخل المخيم، كأنّهم لم يقطعوها، فهناك حيث اللعب تركوا همومهم وشرعوا في تقديم عروض من اللعب، مستفيدين من مساحة المكان التي يندر وجودها في المخيم، الذي بالكاد تسمح مبانيه بمرور الهواء. قفز الأطفال واستمتعوا بالهواء والشمس الدافئة وأنشدوا الأغاني التي احتلت فلسطين الصدارة فيها، فغنوا لها «منحلف بشرفنا وبإسمك الغالي فلسطين يا بلدنا يا فرحة ولدنا». وما بين اللهو والجدّ، وجد الأطفال فسحة للتعبير عن هواجسهم وأحلامهم، التي بدت في بعض الأوقات أكبر من آلامهم. فندى محسن، ابنة السبع سنوات، التي يؤرقها وضع أبناء المخيّمات، تطمح لأن تكون «طبيبة لأعالج الفقراء من أبناء المخيم». أمّا محمود، فلا يجد ما يحلم به سوى أن يكون لوالده عمل آخر يحقّق من خلاله الأمان، وخصوصاً أنّ عمله سائق سيّارة أجرة «لا يكفي إلّا لإطعامنا».
ولكن تلك الهموم لا تمنع الأطفال من المرح، إذ حوّلوا العشب الأخضر إلى مسرح حقيقي، أطلقوا من خلاله العنان للفرح والمخيلة والأحلام، مؤكّدين حقهم في العيش بكرامة مثل كل أطفال العالم.
وفي ما يخصّ النشاط، أشارت المشرفة في جمعية عمل تنموي بلا حدود «نبع» عليا التركي إلى أن الفكرة تهدف إلى «تحقيق فسحة أمل وتفكير للأطفال على أبواب امتحاناتهم وتوفير مساحاتٍ لإطلاق الإبداعات والاكتشافات وتخفيف معاناتهم بفعل الظروف المأساوية التي تعيشها المخيمات في ظل انعدام مقومات العيش».
من جهاتها، لفتت مدرّبة الأطفال على استعمال الكومبيوتر والألعاب فيروز إلى «أنّ الهدف من إقامة مثل هذه النشاطات يتمثّل في توفير فرصة للأطفال لنسيان الوضع في المخيمات والأوضاع النفسية التي يعيشونها والتعبير عن ذواتهم الضائعة».