فداء عيتاني
ما دام الموسم موسم قصص عشق وأساطير، تحضر بقوة قصة باندورا اليونانية التي تلقت هدية عرسها صندوقاً، كان يعدها بالسعادة ما إن تفتحه، ويدفعها فضولها الى اكتشاف ما في داخله، وفور فتحها له خرجت منه شياطين لم يعد من رادع لها.
وفي لبنان لا يزال هناك من يستمع الى صندوق باندورا ووعوده المسمومة، وحجج تلغي وعوداً سابقة، وحال فتح الصندوق تخرج منه كل شياطين الحرب التي عشنا، ربما لا يعلم من تسوّل له نفسه فتح الصندوق ما هي الشياطين التي ستنطلق منه، فهو كان تحت السن وخارج البلاد حين انفجرت بوجهنا كل شرور الكون.
هناك من ينده لهذا الشاب بأن يفتح الصندوق، هؤلاء ليسوا سوى الشياطين الموجودة في داخله، ولا يلغي الشرور بضعة ملايين من الدولارات الموعودة، والتي لا توازي ما سُلب من جيوب المواطنين ودافعي الضرائب، ولا حتى ما دُفع من أثمان باهظة للمحروقات في العام الأخير في هذه البلاد.
وحده رئيس الحكومة يجلس كهارون الرشيد، فحيثما مرّت الغيوم السود تمطر لمصلحته ومصلحة ديون راكمها علينا.