أطلق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في السرايا الكبيرة، قبل ظهر أمس، المخطط التصميمي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة، بحضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي والمفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان «الأونروا» كارين كونينغ أبو زيد وعدد من السفراء العرب والأجانب وممثلين عن قيادة الجيش. تخلل المؤتمر عرض خطط وتصورات إعادة بناء المخيم والمناطق المجاورة. وقد تحدث السنيورة في مستهل المؤتمر فقال: «خروج مؤقت، رجوع مؤكد، إعادة إعمار المخيم محتمة. حين سمع الإخوة الفلسطينيون القاطنون في مخيم نهر البارد هذه العبارات، ظنوا، أو ظن البعض منهم، أنها شعارات نطلقها للاستهلاك الإعلامي. في الحقيقة لم تكن هذه العبارات طمأنة ملتبسة الأهداف، ولا تهجيراً جديداً منظم الطابع، أو توطيناً مقنَّعاً كما يردد بعض المغرضين». ولفت إلى «أن لقاءنا اليوم لإطلاق المخطط التصميمي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد يندرج في سياق التأكيد الفعلي لالتزام الحكومة اللبنانية الصادق في تعاملها مع الجميع، بمن فيهم الإخوة الفلسطينيون، ولا سيما أن مسألة رفض التوطين هي موضع إجماع لبناني كاسح حرص اللبنانيون على إبرازه في متن الدستور، ولا يجوز استمرار العودة إليها لاستعمالها فزاعةً يقصد منها إثارة الفتنة بين اللبنانيين وبينهم وبين الفلسطينيين».
وقال: «وعدت الحكومة اللبنانية ووفت بوعدها، فحوالى 1500 عائلة عادت إلى معظم القسم الجديد من مخيم نهر البارد، في تأكيد على أن الحكومة حريصة على عودتهم إلى منازلهم. أحوالهم صعبة، لكن الجهود لم ولن تتوقف لتحسينها، وأطلقت ورشة ترميم كبيرة في هذا القسم الجديد من المخيم منها الجزئي والسريع، على أن تشمل المرحلة الثانية، بالتعاون مع منظمة الأونروا إعادة إعمار ما تهدَّم بالكامل».
وطالب زكي بتحويل مخيم نهر البارد «من منطقة عسكرية إلى حكم وإدارة مدنية من أجل صون كرامة العيش للسكان في مخيم نهر البارد وتسريع عودتهم للحياة المدنية الطبيعية، وإنهاء النقاش والمفاوضات المؤجلة الضرورية لمنح الفلسطينيين الحقوق المدنية مثل حق العمل وحق التملك، والمباشرة بإجراء تحقيقات جدية وشاملة في شأن فتح الإسلام». وأضاف: «هناك بعض الأعمال التي يجب إنجازها خلال الشهور المقبلة، مثل وضع اللمسات الأخيرة على خطة المخيم القديم من جميع فرق وأقسام هيئة إعادة الإعمار. خطة المخيم القديم والجديد بحاجة إلى دمج مع خطة شاملة لإعادة إعمار المنطقة برمتها. بالإضافة إلى تقويم مواضيع تعويضات اجتماعية ـــــ اقتصادية وإعادة إحياء المناطق المتضررة والتعويضات عن الممتلكات: (سيارات ـــــ أثاث منزل ـــــ معدات)».
ورأت أبو زيد «أن إعادة بناء مخيم نهر البارد ستتطلب جهوداً هائلة، وستكون عملية طويلة، وما علينا القيام به هو بناء مخيم كامل، ولن تكون المهمة سهلة، وعلينا أن نعي الصعوبات التي تنتظرنا».
(وطنية)