ليال حداد
لم يحظَ المستقلون في الجامعة الأميركية في بيروت بفرصتهم هذا العام، أقلّه هذا ما يقرّون به. إلّا أنّ فشل التجربة لم يمنع عدداً من الطلاب من العمل على تفعيل بعض النوادي الجامعية، بهدف تحييد الجامعة عن الانقسام السياسي في البلد، ومنها نادي التوعية «awarness club».
يقسّم رئيس النادي، الطالب عمر عرداتي عمل النادي إلى جزءين، الأوّل هو العمل الجامعي لكون طلاب الجامعة يواجهون الكثير من المشكلات، ولا سيّما أثناء تسجيل الموادّ وغيرها، ونحن «بطبيعة الحال سنعمل على مساعدتهم من منطلق واجبنا». أما الجزء الثاني والمهمّ فهو العمل الوطني، إذ يطمح عرداتي وزملاؤه في النادي إلى توعية الشباب اللبناني على أولوياتهم، بعيداً «عن التبعية العمياء للزعماء»، فالأهم بالنسبة إلى النادي هو إطلاق حماسة الشباب لمكافحة «الأوبئة المنتشرة في لبنان من الرشوة والفساد والطائفية»، كما يوضح عرداتي. ولكن إلى أي مدى يستطيع نادٍ مستقلّ أن يجذب الطلاب الجامعيين؟ يدرك أعضاء النادي صعوبة عملهم، لكنهم يؤكدون أن الانتساب إلى النادي لا يتعارض مع الانتماء الحزبي، «فعدد كبير من الأعضاء ينتمون إلى أحزاب من الموالاة والمعارضة».
ينتظر النادي أن يبدأ الفصل الدراسي الثاني بزخم كي يطلق روزنامة نشاطاته، التي ستشمل حملات كبيرة «قد تتخطى حدودها أسوار الجامعة»، على حد تعبير عرداتي. ويطمئن مسؤولو النادي إلى عدد المناصرين الذين يحضرون الاجتماعات ويشجّعون النوادي المستقلة على عملها، رغم أنّ العدد الرسمي للمنتسبين لم يتخط الثمانين طالباً. لا يخفي عرداتي بعض التعليقات التي سمعها ورفاقه، من بعض الطلاب، إذ وافق القسم الأكبر من الأحزاب على طروحاتهم، «ولكنّهم سألونا لماذا لا نعمل داخل إطار حزبي وبهذه الطريقة نتمكّن من الوصول بشكل أسرع، ولكن نحن رفضنا، إذ إن هدفنا هو أن نكون مستقلين، بعيداً عن الصراع الدائر».
وفي الانتخابات الطلابية، يؤكّد عرداتي تصميم ناديه وباقي النوادي المستقلّة على خوضها العام المقبل بقوّة مختلفة عن هذه السنة، ويطمح إلى أن يتمكن المستقلون من حجز مكان في الجامعة لكي يستعيد العمل الطلابي زخمه السابق.