صور ـ آمال خليل
توقّع هزة بقوة مماثلة أو أكبر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة

ضربت لبنان أمس هزة أرضية بقوة خمس درجات على مقياس ريختر، بحسب ما أفاد المركز الوطني للبحوث العلمية. وأوضح مدير المركز معين حمزة أن مركز الهزة، التي وقعت قرابة الساعة 12.40، حُدد في الجنوب على بعد 17 كلم شمالي شرقي صور.
وأوضح حمزة أن مركز الهزة هو نفسه مركز الهزة التي وقعت فجر الثلاثاء على فالق زلازل نشط. وتوقع نتيجة المعطيات التي تكوّنت لدى المركز، حصول «هزة بقوة مماثلة أو أكبر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة». وشعر كل سكان المناطق اللبنانية بالهزة بقوة متفاوتة.
وفي صور، يخشى المواطنون أن تصبح الهزات الأرضية هاجساً يومياً يشرّدهم من بيوتهم ويهدد أملاكهم وأرواحهم، بعد أن فاقت الهزة بقوتها والضرر والذعر الذي خلّفتهما الهزات السابقة، إضافة إلى ما ينقله المؤرخون عن الزلازل التي ضربت مدينة صور وأغرقتها في البحر.
وقد شعر السكان بالهزة عند الساعة الثانية عشرة و36 دقيقة ظهراً، وسارعوا إلى الخروج من منازلهم، والتجمّع في العراء. واللافت أن كثيرين ترددوا في العودة إلى منازلهم ومحالهم خوفاً من هزات ارتدادية، وقرر بعضهم نصب خيام في العراء للمبيت، كأهالي بلدة صريفا، التي أعلن حمزة أن «موقع الهزة الذي يتحرك منذ فجر الثلاثاء الماضي لم يهدأ في منطقتها»، مشيراً إلى «أن المناطق التي تأثرت بالهزة هي جويّا، الشهابية، حارة صريفا، طيردبا، الموجودة بالضبط على الموقع 17 شمالي شرقي مرفأ صور، واستمرت مع تردداتها التي لم نعد نحس بها لأن الترددات التي تكون عادة أقل نسبة استمرت حوالى 15 دقيقة».
ولفت مدير المركز الوطني للجيوفيزيا ــــ بحنس، إسكندر سرسق، إلى «أن النشاط الزلزالي سيستمر في الأيام المقبلة، ولكن بدرجات خفيفة»، مؤكداً أنه لن يحصل زلزال شبيه بما حصل في عام 1956 لأن خط الفيالق الزلزالية ليس طويلاً كفاية لتوليد هزات أكبر. وفي العادة، عندما تحصل أي هزة، يبقى حصول أي هزات محتملاً لمدة 15 يوماً. ورأى أن «الهزة تحصل في منطقة واسعة بين 4 و5 كلم وليست نقطة». وأكد أن «سقوط الشرفات ناتج من سوء بناء، لأن هذه الدرجة تسبب تشققات ليس إلا».
ولأن السكان يدركون أن مكامن الخطر هي في الأبنية العشوائية والقديمة، فإن الخوف يزداد لأنها كثيرة في مدينة صور وجوارها، وهي من مخلّفات حقبة الفوضى خلال الحرب الأهلية. وبالفعل، فقد أدّت الهزة إلى سقوط بعض الشرفات وتشقق بعض المنازل والطرقات التي ازداد فيها التضعضع والتصدع، والمتضررة أصلاً بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. فعند مفترق بلدة معركة، المجاور لدوّار البص في صور، لم تصمد شرفة وواجهة أحد الأبنية الواقعة في منطقة صناعية، فانهارت على المواطنين محمد باشان ومحمد قوصان والفلسطينيين محمد سلام ومصطفى سالم والفتيين مصطفى وحمد خليل، الذين أصيبوا بجروح بالغة نقلوا إثرها إلى مستشفى جبل عامل. كما أصيب عبد اللطيف مستون من البازورية في قدمه جرّاء سقوط إحدى الشرفات عليه. وفي بلدة معركة، تصدّعت مدرسة معركة الابتدائية الرسمية، وصُرف الطلاب لتصليح الأضرار. كما تصدّع النادي الحسيني في بلدة قلاويه، وبات يمثّل خطراً، فيما سقط سور قلعة ديركيفا التاريخية.
أما في بلدات صريفا ودير قانون النهر والدوير والشرقية وجبشيت والنميرية، فقد سبّبت الهزة أضراراً. ونُقلت المواطنة هناء فحص رمال من الدوير إلى مستشفى الشيخ راغب حرب بعد إصابتها بجروح جرّاء تحطّم الزجاج في منزلها.
وفي مدينة صيدا ومنطقتها (خالد الغربي) أثارت الهزة هلعاً وخوفاً لدى المواطنين الذين شعروا بحركة دوران واهتزاز وضوضاء. وصودف وقوع الهزة في وقت كان آلاف من المصلّين يؤدون صلاة الجمعة في المساجد، وكانت فرصة لرفع الصلوات والتضرع إلى الله، بينما فرّ مصلّون آخرون من مسجد داخل عين الحلوة بعدما شعروا لبرهة بأن المسجد قد ينهار عليهم. أما القاطنون في الطبقات العليا، فقد شعروا كأن منازلهم التي تمايلت عرضة للانهيار، وخرج العديد من الأهالي من منازلهم وتركوا الأبنية السكنية خوفاً من ارتدادات الهزة، ولازم بعضهم الكورنيش البحري. وأفيد عن وقوع بعض التشققات وحصول تفسخات، وانقطاع في الاتصالات الهاتفية. كما أفيد عن إصابة المواطن مطلق أبو راشد في رأسه، بعد سقوط خزانة الملابس عليه، وقد نُقل إلى مستشفى صيدا الحكومي.
كما أفاد مراسلو «الأخبار» في الشمال والبقاع وجبل لبنان وبيروت بأن سكان هذه المناطق شعروا بترددات الهزة. كما سجّلت أضرار في منطقة بعلبك، بالإضافة إلى حالة الهلع. وما زاد في هلع وتوتر السكان، وخصوصاً في منطقة صور، توقّف شبكة الاتصالات لأقل من ساعة، بالإضافة إلى حركة سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني التي جابت شوارع المدينة، حيث توقع السكان وقوع الأسوأ. وأعلن وزير الاتصالات مروان حماده أنه استنفر الفرق الفنية وفرق الصيانة في الوزارة وهيئة «أوجيرو» للكشف على سلامة شبكات الاتصال الثابت في المناطق التي تأثّرت بالهزة. وسجّلت أضرار طفيفة في ضواحي مدينة صور، في حين لم يتأثّر مركز الهاتف في المدينة.