بنت جبيل ــ داني الأمين
تركت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله آثاراً واضحة على طول الخط الحدودي مع إسرائيل، وعلى حركة اليونيفيل في تلك المنطقة. إذ لم يلحظ أثر لأي دورية إسرائيلية على الحدود، فيما عمد الجنود الإسرائيليون إلى التحرك بتخفّ. وحتى في المواقع الأمامية المحصّنة، مثل موقع العبّاد، على الحدود مع بلدة حولا، اختفت العناصر من دشمه، ولا أثر لأي جندي هناك، لأن الوضع الأمني بالنسبة للإسرائيليين أصبح أكثر خطورة، فبعد أن كان الجنود الإسرائيليون يقفون في العراء وأمام أعين الأهالي في الجنوب، بعد التحرير عام 2000، انتقلوا ليقفوا خلف دشمهم والستائر الحديد لموقعهم العسكري، لكنهم اليوم اختفوا كلياً، كأنهم يتراجعون شيئاً فشيئاً. أما بالنسبة لقوات اليونيفيل، الذين كانوا يتنقلون كثيراً في المناطق الجنوبية ولا سيما على الحدود، فقد أصبحوا أكثر حذراً من العبور بدورياتهم ودباباتهم العسكرية، ولم يُلحظ في اليومين الأخيرين مرور أي على الطرق العامة داخل القرى والبلدات، باستثناء بعض الجيبات العسكرية، التي تمر بسرعة كبيرة، والدبابات التي تتموقع في بعض المراكز شبه الثابتة، في الأودية وعلى مفترقات بعض الطرق المشبوهة لديهم.
وفي المقلب الآخر، فإن الحذر والترقب يعمّان صفوف الأهالي، خصوصاً في القرى الأمامية، فبين السهرات التي لم تخل من الحديث عن رد حزب الله على اغتيال الشهيد عماد مغنية وعن الحرب المقبلة، التي يجب الاستعداد لها، فإن بعض الشباب غير الحزبيين، والذين لم يشاركوا يوماً في حمل السلاح، بدأوا يتحدثون عن ضرورة استعدادهم للحرب المقبلة، ولن يعمدوا إلى الفرار في المرة المقبلة إلى الأماكن الأكثر أمناً.
«علينا أن نتدرب على السلاح، ويجب أن نجد من يدربنا، فالحرب مؤكد حصولها في يوم من الأيام، ولن نهرب كالنساء والأطفال» يقول حسين وهو محام ولا ينتمي إلى «حزب الله» ولا إلى حركة أمل، ويؤيده في ذلك زميل له فيطلب من أحد الحاضرين أن يتحدث إلى أحد معارفه الحزبيين للعمل على تدريبهم على حمل السلاح «لن نهرب بعد اليوم إلى المناطق الخضراء، فإسرائيل ستزال قريباً من الوجود، وأنا أؤمن بما قاله السيد حسن نصر الله».
وفي عيتا الشعب التي لم يُعد بنائها بعد حرب تموز حتى الآن، والتي ما زال أبناؤها ينتظرون التعويض عما أصابهم، لا يجدون في وضعهم سبباً لتقاعسهم في حرب قد تقع. فيقول علي حيدر «المسألة أصبحت مسألة كرامة ويجب الدفاع عنها، فنحن لا نطلب الحرب لكننا جاهزون لأي حرب تشنّ علينا، والمعاناة التي نعيشها لا علاقة لها بالصمود والقتال، بل على العكس هذا يزيدنا إيماناً بأنه يجب أن ننتصر من جديد للحصول على حقوقنا وعدم ترك الآخرين يتحكمون بنا وبأرزاقنا».