نادر فوز
يستمرّ مساعد الأمين العام للجامعة العربية، هشام يوسف، وعدد من معاونيه في مواصلة التحضيرات لزيارة السيد عمرو موسى المرتقب وصوله اليوم إلى بيروت. ويبدو أنّ موسى وطاقمه لم ييأسوا بعد من التصلّب المسيطر على الأفرقاء، وسوف يجتمع مجدداً بممثّلي الموالاة والمعارضة لعرض وجهات النظر حول ما يشاع عن مبادرة للرئيس نبيه برّي.
وتظهر وجهات نظر مختلفة حيال المبادرة المذكورة، إذ يرى بعضهم أنّ ما يقترحه برّي يمكن أن يلاقي تجاوباً «نظراً لما آل إليه الفراغ من توترات أمنية خطيرة، ويجري الحدّ قدر الإمكان من الخسائر السياسية الواقعة في صفوف الطرفين». ومنهم من يشير إلى أنّ «المبادرة مشابهة تماماً لسابقاتها، وليس فيها أي إضافات جدية»، بحسب شخصية معارضة مطّلعة، التي تعتقد أن «التكتّم على خطوة برّي ليس سوى لمنح زيارة موسى المزيد من الوقت».
ولفت أحد مسؤولي المعارضة إلى أنّ ما قدّمه ممثّلو المعارضة لهشام يوسف هو «ورقة عمل للمضي بالمثالثة والسلّة المتكاملة»، مشيراً إلى اقتراح تضمُّن البيان الوزاري المقبل النقاط الأساسية لبيان «حكومة تصريف الأعمال هذه، إضافةً إلى بند جديد حول استقالة الوزراء».
وتخوّف المسؤول غير المتفائل من إمكان وقوع لبنان والمعارضة في حصار «ذي أوجه عديدة، سياسية ودبلوماسية، وأخرى أخطر»، تنعكس نتائجه على الداخل، داعياً إلى أخذ «مواقف السعودية والكويت على محمل الجدّ، ومعرفة مدى جدّية القرار العربي المعتدل في مناهضة مشروع المعارضة والدول الممانعة».
من جهة أخرى، أكد النائب مروان فارس عمل الرئيس برّي على المثالثة و«السلّة» وتوزيع الحقائب الوزراية. وعن المبادرة العربية، رأى فارس أنّ زيارة موسى لا جدوى منها، إذ «لا يجري أي تحضير سياسي لها، لكن مجيئه إلى بيروت هو لتنفيذ مآرب سياسية ورغبات أميركية في لبنان والمنطقة»، مشيراً إلى أنّ «عمله لمصلحة أحد الفريقين على حساب الفريق الآخر يزيد الوضع تعقيداً».
وقال فارس إن بعض السفارات العربية والغربية في بيروت أيقنت أنّ سياسة عزل الدور السوري في لبنان لن تنجح، وأن دمشق قويّة في لبنان، مؤكداً أنّ القمة العربية ستعقد في العاصمة السورية، مكرراً اعتقاده بعقم أي طرح عربي لحلّ الأزمة اللبنانية، طالما «لا دور فعلياً للجامعة في حلّ الأزمة السورية ــــ السعودية».
وعلى صعيد الوضع الأمني، توقع فارس فشل اللجنة الأمنية المشتركة في مهمّاتها، وأن هذه اللجان تعبّر عن عجز القوى الأمنية عن السيطرة على الشارع، «رغم حسن نيّة الأطراف في تهدئة الأمور».
وشدّد فارس على قرار المعارضة إسقاط أي محاولة لخوض حرب أهلية، وحصرها لأي انفجار أمني، «لأنها ترى أن الصراع الأول والأساسي هو مع إسرائيل».
ولفت إلى «اجتماعات مستمرة تعقدها قوى المعارضة لإنشاء صفوف ثابتة للمواجهة السياسية والأمنية، بهدف تعزيز دورها وأهدافها».