رضوان مرتضى
«ساعدوني.. عم يقتلها..عم يقتل إختي..» كلمات فتاة مستغيثة في عمر السادسة عشرة، قُتلت أختها الكبرى أمام ناظريها. حاولت مساعدتها، لم تستطع.. قال الجيران إن المشتبه فيه كان أقوى منها، عاجلها بطعنة في إحدى يديها ودفعها خارج محلّه لينهي جريمته بهدوء.
كان الوقت ظهراً وصوت المؤذِّن يصدح بالأذان في حي السلم، وبالتحديد في مدينة العباس، في أحد مَحالّ سنتر الأطرش التجاري. يسرد أحد أصحاب المحال المجاورة، «سمعنا صوت فتاة تصرخ طلباً للمساعدة، دماؤها غطّت أرض المدخل، بينما كانت تشير إلى أحد المحال حيث كانت أختها تقتل..».
اجتمع أهل الحي، دخل الشباب المبنى، وأغلقوا الباب عليهما، «القاتل والقتيلة». يتبادر السؤال لماذا لم يدخلوا ويحاولوا إنقاذها من بين يديه؟ فيأتي الجواب: «خفنا أن يكون مسلّحاً». بقي معها قرابة عشرين دقيقة، وقتٌ كاف للتأكد من أنها «قد ماتت، ولن تكون لغيري»، كما نقل شهود عيان لـ«الأخبار» عن لسان المشتبه فيه. بعدها حضر عناصر التحرّي وأخرجوه، حضرت معهم سيارة إسعاف لنقل «سحر» التي كانت قد فارقت الحياة بعدما اخترق جسدها أكثر من 30 طعنة في البطن والصدر والرقبة.
«سحر» طالبة جامعية في الثانية والعشرين من العمر، كانت تعمل لدى المشتبه فيه هـ. ع. الذي يملك استديو تصوير، والذي طلب يدها للزواج، لكن والدها رفض بسبب سلوك الشاب الذي قيل إنه يتعاطى حبوب هلوسة. طلب الوالد من الشاب توفير مستلزمات الزواج من منزل وغيره بقصد إبعاده. لكن الشاب استمر بالتردد إلى منزل الفتاة ومحلّ والدها ملحّاً على تزويجه سحر. إلا أن الوالد جدد رفضه.
وفي يوم الخميس، ذهبت سحر وشقيقتها إلى الاستديو الذي يملكه المشتبه فيه، لجلب أغراضها وصور لأختها. كان المشتبه فيه موجوداً فطلب من الأخت الصغرى أن تتركه لوحده مع سحر. رفضت، فدفعها إلى الخارج وأغلق الباب وبدأ بطعن سحر، كما ذكر أفراد من عائلة القتيلة، الذين أضافوا: عاودت الدخول مجدداً لمساعدة أختها، فطعنها في يدها ودفعها إلى الخارج مجدداً. فخرجت إلى الشارع تستنجد بالمارة.
يقول أحد أقارب الضحية إن المسألة الآن في يد القضاء «الذي يُطلب منه إصدار الحكم العادل، وإلا فستأخذ العدالة مجراها بطريقة أخرى».
يذكر أن مسرح الجريمة لم يكن حتى عصر أمس مختوماً بالشمع الأحمر، ولم يُحَط بشريط يشير إلى أن هذا الموقع هو مكان وقعت فيه جريمة قبل يوم واحد. كما كان بإمكان أي كان الدخول إلى المحل حيث وقعت الجريمة لأنه لم يكن مقفلاً.