149;جنبلاط يرفض الثلث المعطل والـ 3 عشرات... وفرنجيّة يتحدّى رئيس «المستقبل» الاختيار بين الجنسيتين اللبنانيّة والسعوديّةوسط تمسك الأكثرية النيابية بمواقفها من مسألة الحكومة الجديدة ورفضها مطالب المعارضة، التأم مساء أمس في المجلس النيابي اللقاء الرباعي في نسخته الثالثة برعاية الأمين العام للجامعة العربية وحضور ممثلين عن الطرفين

بالرغم من التقرير الذي رفعه إليه وفد الجامعة العربية إلى بيروت والذي «لا يبعث على التفاؤل» بحسب مصادر في الجامعة، عاد الأمين العام للجامعة عمرو موسى في زيارة رابعة إلى لبنان، مدفوعاً بوجود «الأمل» وعدم الرغبة «بترك لبنان بالشكل الذي هو عليه اليوم» على ما قال قبل توجهه من القاهرة إلى بيروت، موضحاً «أننا نعمل على أساس ما تم الاتفاق عليه من قبل ولعلاج النقاط التي لا تزال تحتاج إلى عمل»، فيما أوضح دبلوماسيون عرب أن هذه قد تكون الزيارة الأخيرة لموسى إلى بيروت إذا لم يحصل على أي جديد من القادة اللبنانيين.
وفور وصوله، جال موسى على كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي التقاه في حضور الرئيس أمين الجميل، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، كما زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا. وصودف أثناء مغادرته وصول رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى السرايا، حيث كانت مصافحة بين الرجلين.
وعند الثامنة، عقد اللقاء الرباعي، بتأخير ساعتين عن موعده إذ كان مقرراً الساعة السادسة مساء، وقد ضم الى موسى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والرئيس الجميل والنائب الحريري.
وسبق اللقاء اجتماع بين موسى وعون الذي كان قد حضر مبكراً الى المجلس، في حضور النائب نبيل نقولا ومسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل والوفد المرافق لموسى، تحول الى خلوة بين موسى وعون.
وبعد بدء اللقاء الرباعي بقليل، انضم إليه المساعدون مع العماد عون: النائب نقولا وباسيل، ومع النائب الحريري مستشاره الإعلامي هاني حمود، ومع الرئيس الجميل المحامي ساسين ساسين، ومع موسى مدير مكتبه الدكتور هشام يوسف والسفير عبد الرحمن الصلح وطلال الأمين.

حكومة قويّة بلا شروط

وكان النائب جنبلاط قد كرر بعد لقائه الرئيس السنيورة مواقف الأكثرية، وأوضح أن الرئيس السنيورة وضعه في النتائج الإيجابية لجولته في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لافتاً إلى أنه «أمامنا شوط طويل من الصمود الشعبي الوزاري والاقتصادي».
ورأى أنه «إذا تم انتخاب رئيس للجمهورية فلا بد من أن يتمتع هذا الرئيس بحرية الحركة، لا أن ننتهي برئيس من دون حكومة أو مع حكومة مستقيلة أو مع رئيس مكبّل، نريد رئيساً مع حكومة قوية من دون شروط مسبقة لا ثلث معطلاً ولا غيره».
ورأى أن «هناك أمراً لافتاً يجب أن يحلل سياسياً أو نفسياً بين خطابين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الخطاب الذي ألقاه في تأبين أو رثاء عماد مغنية، شهيدهم، وبين الخطاب الثاني، كنا في حرب مفتوحة فأصبحنا أن إسرائيل تعلن الحرب المفتوحة».
وأضاف: «صحيح أن هناك حرباً مفتوحة، لكن عندما نثبت أواصر الدولة في كل مكان نلغي ذريعة الحرب المفتوحة لإسرائيل، لأن هناك نوعين من هذه الحرب: الحرب العسكرية، وأعتقد أن ترسانة حزب الله بكل سهولة يستطيع الجيش اللبناني الباسل أن يستوعبها وأن يعطي الخصوصية لأهل الجنوب، وهناك الحرب المفتوحة الثانية الاستخبارية من بيونس آيريس إلى تركيا وغيرها، وهذه ليست لنا علاقة بها»، رافضاً الدخول «في حرب الجواسيس في ما بينهم أو في الإرهاب في ما بينهم».
ورفض الخوض في تفاصيل الخطوة المقبلة لقوى 14 آذار، وأشار الى «أن موسى مفوّض من جانب الجامعة العربية، وهو أعلن بنود التفويض بوضوح، ليس هناك ثلث معطل ولا ثلاثة أعشار». وقال: «لفتتني التلميحات للسيد نصر الله في خطاب ما من الخطابين الأخيرين، في خطاب ما كان شيء، وفي الخطاب الآخر كان شيء آخر. وسنرى أين هي الحقيقة؟».
وكان وزير الاتصالات مروان حمادة قد اتهم السيد نصر الله بأنه جاسوس لإيران وبالتنصت على شبكة الدولة الهاتفية وبالتضحية بابنه، متسائلاً «لماذا لا يذهب ويقاتل في الجولان»؟ ونفى حمادة أن يكون هو جاسوساً لأحد، وقال في مقابلة مع «برس تي في» الإيرانية الناطقة باللغة الإنكليزية: «أنا جاسوس للبنان وأدافع عن بلدي، عن استقلالي وعن ديموقراطيتي، ولن أسمح لأحد بأن يعرقل ذلك ولو كان قديساً».
المعارضة تحذر من المراهنة على الوقت
وفيما حذرت المعارضة الموالاة من الرهان على الوقت، اقترح الرئيس سليم الحص احتمالين: «أولاً: تأليف حكومة وحدة وطنية مصغّرة، كأن تكون من 16 وزيراً بقيادة رئيس وزراء توافقي. وثانياً: النظر في إمكان تأليف حكومة من المحايدين وربما من التكنوقراط لفترة انتقالية، تكون أولى مهماتها وضع قانون انتخاب جديد تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية تجدد الحياة السياسية التي أضحت عفنة».
من جهته، رأى الوزير المستقيل محمد فنيش أنه «إذا كان البعض يراهن على عامل الوقت لإحداث تغيير إقليمي ما، كما يعده الأميركي، أو لحصول حرب إسرائيلية جديدة، فهذا عبث بمصير الوطن وتهديد له»، مؤكداً «أن هناك سياسة تضييع وقت وفرص، مرة يقبلون ثم يرفضون، ومرة يتفقون ثم ينقضون كما حصل سابقاً في المبادرة العربية»، مشيراً الى أن «هذا الهدر للوقت فضلاً عن العجز في اتخاذ القرار الوطني، لن يكون في مصلحة الوطن ويحملكم مسؤولية ما تلحقونه بهذا البلد من أذى وضرر».
ورفض وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة نعي المبادرة العربية، لكنه أكد أن لا أمل بهذه المبادرة، وأوضح أن ما يسعى اليه الرئيس بري «هو إيجاد آلية ولو بالحد الأدنى تحفظ الأمن في البلد»، مشيراً الى أن الرئيس بري سبق وأبلغ موسى بأنه «مستعد لتقديم تنازلاتٍ وتسهيلات من هنا وهناك إذا ما توافرت أرضية للتسوية».
وانتقد النائب أيوب حميد «التصريحات التي تربط بين انتخاب رئيس للجمهورية وانعقاد القمة العربية»، وقال: «ان لبنان الذي سجل انتصاراً يتيماً في تاريخ الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي لا يكافأ بتقديمه قرباناً على مذبح الخلافات العربية ـــــ العربية»، بينما رأى النائب إبراهيم كنعان أن المبادرة العربية «ستستمر ما دام الخلاف العربي ـــــ العربي ورفض فريق الموالاة المشاركة قائمين حتى تستبدل بأمر ما، وهي موجودة شكلاً ليس إلا». وتوجه الى النائب الحريري قائلاً: «ما دامت المثالثة سورية المنشأ، فلماذا ناقشتها مع العماد ميشال عون؟»، لافتاً الى «أن التوافق على القضايا المصيرية والمثالثة منشأهما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والحريري»، مؤكداً «أن المثالثة هي سياسية وليست طائفية».
من جهته، رأى النائب السابق تمام سلام أن المشكلة اللبنانية لا يمكن أن تحل من الداخل فقط، بل من الخارج أيضاً، متسائلاً «ألم يكتشف بعد الأمين العام للجامعة العربية أن إنهاء الأزمة ليس محصوراً بلبنان؟ فلماذا لا يعمل على إنهائها من مصدرها؟».
وفيما وصف البطريرك صفير هذه الأيام بأنها سيئة، تمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن تكون مبادرة موسى «مفاجأة سارة تفضي الى حل يطمح إليه كل اللبنانيين».

افتتاح مكتب للمردة في جبيل

في غضون ذلك، شهدت مدينة جبيل احتفالاً حاشداً بافتتاح مكتب لتيار المردة في المنطقة، بحضور رئيس التيار سليمان فرنجية وممثلين عن أحزاب المعارضة وفاعليات.
وألقى فرنجية كلمة أكد فيها أن المعارضة لن تتنازل عن حصتها في الحكومة أياً كان رئيس الجمهورية، وتساءل «لمَ يأخذون دائماً من حصتنا ولا يتنازلون عن حصّتهم؟»، موضحاً أن «الصداقة مع العماد ميشال سليمان شيء والسياسة شيء آخر».
وشدد فرنجية خلال الاحتفال على «أنّ بكركي هي مرجعيّتنا الدينيّة (...) وكلامنا الدائم هو للتصويب وإعادة بكركي إلى موقعها الحقيقيّ أي الغطاء والمرجعيّة لجميع المسيحيين، فنحن نريد أن نعتبر أنفسنا عندما نزور بكركي أننا نزور أبانا. نحن نطمح لتبقى بكركي البطريرك الحويّك والبطريرك الدويهي».
وعلّق على وصف النائب الحريري لصفير بأنه ضمير لبنان، مذكّراً «الشيخ سعد أن أول من طلب منا أن نشتم بطريرك الموارنة هو والده رحمه الله». واستغرب كيف أن «النائب الحريري في لبنان، والسعودية منعت رعاياها من القدوم الى لبنان»، متحدياً إياه «إذا كان فعلاً رجلاً وإذا كان فعلاً ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخير ممثل لأبيه أن يجيبني إذا خيّر بين الجنسية السعودية والجنسية اللبنانية فأية جنسية يختار؟».
وأكد أن خيم المعارضة في وسط بيروت «خاربة بيت الحريري وليس الاقتصاد اللبنانيّ، فالوضع الاقتصادي سيّئ منذ التسعينيات».
وانتقد من يتّهم المردة بالتحريض على حمل السلاح، قائلاً «أتينا الى جبيل متسلّحين بفكرتنا، نحن ضيوف في جبيل ولا ننافس أحداً»، مؤكداً «التكامل مع التيّار الوطنيّ الحرّ».
وألقى النائب شامل موزايا كلمة نيابة عن العماد ميشال عون قال فيها «أنتم المردة تسهمون معنا في رفض تهميش المسيحيين وإلغائهم، تاريخكم يشهد لكم واليوم نتابع المسيرة جنباً الى جنب»، كما ألقى القيادي في «التيار الوطني الحر» بيار نصر الله كلمة باسم أهالي جبيل، رحب فيها بالمردة «قائداً وقيادة وأفراداً».

البحرين تنضم إلى السعودية والكويت

الى ذلك، انضمت البحرين الى السعودية والكويت في تحذير رعاياها من التوجه الى لبنان، وذلك «من منطلق الحرص على سلامة وأمن المواطنين البحرينيين كافة» كما جاء في بيان لوزارة الخارجية البحرينية. كما شمل التحذير العراق وشمال باكستان.
على صعيد آخر، أوضح مسؤول سوري رفيع أن سوريا تأمل في إمكان انتخاب رئيس للبنان بحلول موعد القمة العربية التي ستستضيفها دمشق الشهر المقبل. وأكد المسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريح لـ«رويترز» حرص سوريا «على أن يكون تمثيل الوفود رفيع المستوى في القمة»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية وليد المعلم سيتوجه إلى دول الخليج، ومنها السعودية لتسليم الدعوات.
من ناحيته، اتهم رئيس مجلس تشخيص النظام في إيران الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني الولايات المتحدة بأنها تعرقل انتخاب رئيس جديد في لبنان وتسبب كل مشكلات المنطقة، مؤكداً أن «حزب الله» لا يأتمر بأوامر طهران بل هو مستقل في قراراته.
في غضون ذلك، زار وفد من «المجلس العالمي لثورة الأرز» مجلس الأمن واجتمع مع ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن وبعثات بريطانيا وفرنسا وأميركا بهدف «دفع تنفيذ الفصل السابع لحل الأزمة في لبنان». ونقل الوفد عن رود لارسن أن «قرار الأمم المتحدة مستمر، وسوف ينفذ في نهاية المطاف».