فداء عيتاني
لا يملك عمرو موسى وقتاً طويلاً ليمنحه للأزمة اللبنانية. هو يذكّرنا مرة بعد أخرى بأننا لسنا الدولة العربية الوحيدة المأزومة، ووجب عليه التذكير، كما يبدو، بعد إصرار الصحافيين على السؤال الملحّ، أين أصبحنا؟ وللإجابة عن السؤال نفسه وقف موسى أمام عدسات الكاميرات، ونطق بوضوح، أننا تقدمنا إلى حيث نحن...
موسى الذي لن يبقى في ديارنا إلا إذا ما اشتدت الأزمة، يعيش دائماً على الأزمات، من الدول العربية المأزومة بذاتها، إلى العلاقات العربية العربية المأزومة، وصولاً إلى جامعته العربية التي تنحدر من أزمة إلى أخرى، وإن كان ثمة من أخطأ، أو أشكل عليه فَهمُ مغزى كلام موسى، من أنه سيغادر لحل أزمات أخرى، فتوضيحاً نقول إن الرجل غادر لأنه ملَّ هذه الأزمة التي لا تنفجر ولا تنحسر، وذهب للعمل على أزمات أكثر انفجارية منها، ودليلنا على ذلك الوضع الفلسطيني، والعلاقات السعودية السورية، والآن العلاقات المصرية السورية.
يوماً ما سيتعافى العرب من مشكلاتهم، وسيدخل عمرو موسى وجامعة الدول في حالة من البطالة الشنيعة.