strong> ليال حداد
يصدح صوت «الشيخ بشير» من حرم كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية «نحنا بدنا مقاومة بلبنان، رح نقبل نكون ضحية كرمال بلدنا يصير سيّد، حرّ، مستقلّ». يهيّص الطلاب، يصفّقون، ويردّدون مع «الشيخ» خطابات تعود إلى حقبة لم يكونوا قد ولدوا فيها بعد.
يترافق الخطاب مع أغان من الحقبة نفسها. أغان تثير حماسة كل الطلاب على حدٍّ سواء فيرفع القواتيون الـ«دلتا»، تقابلهم أيادي العونيين راسمةً إشارة التيار الوطني الحرّ.
لم يُنهِ الطلاب استعداداتهم للانتخابات الطلابية المقرّرة غداً الخميس في الكلية، فيتناوب الطرفان السياسيان الأساسيان على إقامة المهرجانات والنشاطات مستفيدين من العشرة أيام التي منحتها الإدارة للتحضير للمعركة.
لكن رغم الأجواء الحماسية، بدت المعركة محسومة في «قلعة القوات اللبنانية»، باعتراف القواتيين والعونيين على حد سواء. ويشرح مسؤول «التيار» الإعلامي في الكلية جوني فرح سبب «خسارتهم المفترضة»، فيتحدّث عن سيطرة القواتيين على معظم الطلاب، حتى العونيين منهم «فعندما يحتاجون إلى المقررات سيقصدون الهيئة التي ستخدمهم». إلا أن السبب الأساسي، بحسب فرح هو أنّ «السنة الماضية منعونا من تنظيم النشاطات في الكلية وكذلك الأمر هذه السنة، وخلال عشرة أيام لا نستطيع القيام إلاّ بالقليل مقارنة بما قام به الطرف الآخر خلال هذا الوقت».
من جهته، لا يقتنع رئيس خلية القوات في الكلية زياد حبقة بهذه الحجة، فالعونيون أساساً لم يطلبوا يوماً من الهيئة القيام بأي نشاط «كما أنّ القوات لم تنظّم النشاطات بصفتها الحزبية بل تحت اسم الهيئة الطلابية وهذا أمر شرعي». وعن حسم النتيجة مسبّقاً يجيب حبقة بثقة «هيدي الأشرفية، عرين القوات أكيد منربح». ويستفيض شارحاً عن اقتناع طلاب الكلية بخط القوات وقضيتهم «قضية الوجود والتوافق المسيحي، وبقاء الفروع الثانية».
وكانت القوات اللبنانية قد فازت العام الماضي بمقاعد الهيئة كافة بالتزكية بعد انسحاب التيار احتجاجاً على القانون الانتخابي. في هذا الإطار يتهم حبقة التيار بالتنازل عن موقفه السابق من خلال المشاركة هذه السنة بالانتخابات رغم أن القانون لا يزال هو نفسه. يرفض فرح هذا الاتهام، مؤكداً أن عدد المقاعد كان العام الماضي 23 مقعداً فيما أصبح هذا العام 20،«وهو ما كان كافياً لمشاركتنا في المعركة الانتخابية».
أما مدير الكلية الدكتور سمير طنّوس، فيؤكّد أن القانون لم يتغيّر «وعدد الطلاب، يقرّر عدد المندوبين»، وبالتالي، فإن عدد أعضاء الهيئة قد انخفض لأنّ عدد الطلاب المقبولين في السنة الأولى أصبح 360 طالباً في إدارة الأعمال بدلاً من 550، كما كانت الحال السنة الماضية.
وينتخب طلاب اختصاص إدارة الأعمال أربعة مندوبين في كل من السنوات الثلاث الأولى، وثلاثة في السنة الرابعة، فيما يحظى طلاب العلوم الاقتصادية بممثّل واحد في كل من السنوات الأولى والثالثة والرابعة، وممثلين اثنين في السنة الثانية.
من جهة أخرى، بدا طلاب الكلية منقسمين في ما بينهم، فمنهم من ملّ من السياسة، «فليتركوا العمل السياسي خارج الكلية»، كما يقول الطالب طلال تابت، فيما ملّ طلاب آخرون من النتيجة نفسها التي تتكرّر كل عام «يعني نحنا القوات تعوّدنا نربح كل سنة، صارت محسومة من قبل ما تبلّش»، كما يشرح الطالب الياس نصر.