149; موسى يشكو من «الثلث المعطِّل» ويحمّل الأطراف «كافّة» مسؤوليّة استمرار الأزمة
شرط واحد من برلين إلى الرياض: رئاسة لبنان قبل قمّة دمشق الأكيد في الوضع العام، هو تسيّد الطيران الإسرائيلي لأجواء لبنان، وإجراء مناورة إسرائيليّة في مستعمرة المطلة، وفي ما عدا ذلك بقي مبهماً: مصير المبادرة العربيّة، الانتخابات الرئاسيّة وكيفيّة إبقاء الوضع الأمني ممسوكاً

فيما يترقب اللبنانيون إطلالة رئيس مجلس النواب نبيه بري على فضائية «anb» مساء غد، التي سيتحدث خلالها، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» عن «مراحل العبور الصعب للأزمة وسبب الإخفاقات في تظهير عملية التوافق السياسي، بدءاً من طاولة الحوار، مروراً بالتشاور ومبادرة بعلبك، وانتهاءً بالمبادرات العربية والدولية، وآخرها مبادرة الجامعة العربية»، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في تصريح لصحيفة سعودية، إنه أطلع وزيري الخارجية: السعودي سعود الفيصل، والمصري أحمد أبو الغيط على الأسباب التي أدت إلى فشل مهمته الأخيرة والخلافات على «الثلث المعطل»، محملاً الأطراف اللبنانية كافة مسؤولية استمرار الأزمة التي رأى أن تأثيرها يمتد من الإطار اللبناني إلى خارجه، ملمِّحاً إلى تأثيرها على القمة العربية في دمشق الشهر المقبل.
في هذا الوقت، كان الموضوع اللبناني يتنقّل بين العواصم العربية والغربية، حيث قام ملك الأردن، عبد الله الثاني، بزيارة قصيرة للسعودية بحث خلالها مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز موضوع «تهيئة الأجواء أمام القمة العربية»، بحسب ما ذكر مصدر أردني رسمي، أضاف أنهما شددا «على أهمية اتفاق اللبنانيين على انتخاب رئيس توافقي» وإنجاح المبادرة العربية. ونقلت «أ ف ب» عن محللين عرب ووسائل إعلام، احتمال أن تقاطع السعودية القمة «أو أن ترسل وفداً على مستوى منخفض للمشاركة، إذا لم تحصل حلحلة في أزمة انتخابات الرئاسة اللبنانية».
وفي برلين، اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال لقائها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سوريا بأنها «لا تؤدي دور المساعدة الذي نأمله»، وقالت: «إننا نتوقع من سوريا أن تفعل كل ما في وسعها لجعل انتخابات الرئاسة في لبنان ممكنة». ورأت أن إجراء هذه الانتخابات «شرط لنجاح القمة التي ستعقد في سوريا، ليتسنى بحث القضايا المعلقة هناك»، مضيفة: «سيكون مهماً بصورة غير عادية لقمة دمشق أن تتناول موضوع مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط».
بدوره قال صالح: «ينبغي لنا كأسرة دولية أن نعمل على دعم لبنان من أجل استقلاله ووحدته وسلامة أراضيه وانتخابات رئاسة الدولة لسد الفراغ الدستوري. ونحن نتواصل مع الإخوان في سوريا، وذلك من أجل نجاح القمة العربية القادمة. وينبغي لسوريا أن تسهم مساهمة فعالة لانتخابات الرئاسة اللبنانية من أجل أن يكون هناك نجاح للقمة القادمة، وأن يكون حضور عربي على مستوى عالٍ إزاء هذه القمة».

يوشكوج: لبنان المستقر ضمانة للعرب

وفي القاهرة التقى الوزير مروان حمادة رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، وأفاد المكتب الإعلامي لحمادة بأنه عرض خلال اللقاء «الأسباب التي تؤدي في كل مناسبة إلى تعطيل المبادرة العربية وتأخير تطبيق بنودها، نتيجة الضغوط الإقليمية التي تمارس لتجميد وعرقلة تنفيذ هذه المبادرة التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب».
أما في لبنان، ومن مجدليون، فقال الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، بعد لقائه النائبة بهية الحريري، إن لبنان الآمن المستقر هو ضمانة لمستقبل واعد للأمة العربية، معرباً عن ثقة الاتحاد بحكمة بري وبقيادته للحوار بين جميع الأفرقاء من أجل الوصول إلى حلول توافقية ترضي الجميع، وأضاف: «لبنان كان دائماً مع أمته، ونطلب من الله أن تكون الأمة مع لبنان في كل الظروف التي يجتازها».
وإثر لقائه الرئيس نجيب ميقاتي، قال سفير مصر أحمد البديوي إن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان وتبذل قصارى جهدها من أجل العمل على التقريب بين الأفرقاء اللبنانيين والمساعدة على حل الأزمة السياسية‏»، وإن الرئيس حسني مبارك «يشدد على أمن لبنان واستقراره وسلامة جميع أبنائه». ورأى «ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كي لا يستمر الوضع اللبناني في حال الفراغ طويلاً».

رئيس الكتائب يعترض على «التسريب المغرض»

دبلوماسياً أيضاً، زار سفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران الرئيس أمين الجميل وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ورأى ضرورة «الانكباب على عمق المسائل، لا على آليات توزيع السلطة فقط»، وأن البلد «في حاجة بشكل كبير إلى الحكمة والحسّ السليم». ورفض التعليق مباشرة على سؤال عن مبادرة جديدة للاتحاد «مع سوريا لتسهيل انتخاب الرئيس»، وقال إن «المجموعة الأوروبية تدعم بشكل كامل المبادرة العربية، وإذا كانت هذه المبادرة لم تحرز لغاية الآن تقدماً، فهذا أمر يدعو للأسف، ولكن هذا لا يحطّ أبداً من قدرها، ويجب الاستمرار في دعمها».
بدوره كشف الجميل أن الاجتماع الرباعي بحث الوضع الأمني وضرورة ضبطه «ومنع أي شيء من شأنه إثارة الحساسيات والمزيد من التشنجات والمشكلات على الأرض. حاولنا إيجاد ضوابط ذاتية»، وأكد وجود شعور بالمسؤولية من الجميع، مستطرداً: «ولكن ما دمنا لم نجد الحلول السياسية يبقى الخطر الأمني داهماً على الأرض». واتهم المعارضة بأنها تعمل على إدخال عناصر جديدة على المبادرة العربية «كلما جلسنا إلى الطاولة للبحث في هذه المبادرة»، وأنها «تود حل كل المشكلات قبل انتخاب الرئيس». ورأى أن ما نُشِر من محاضر الاجتماعين الرباعيين الأخيرين «بعيد كل البعد عن الحقيقة، ومجتزأ، ومغاير لحقيقة الوضع ولما أدليت به»، وأنه «تسريب مغرض».
في المقابل، نفى النائب نبيل نقولا ما قاله الجميل لإحدى المحطات التلفزيونية، أن موسى أنهى بمساعدة النائب ميشال عون مشادة كلامية بين نقولا والنائب سعد الحريري، وطلب سؤال موسى عمّا حصل. ورفض تصنيفه من الصف الثاني لأنه ليس في المجلس النيابي نواب من الدرجة الأولى أو الثانية، آسِفاً «لما صدر عن الجميل في هذا الإطار، لأنه لا يعبِّر عن حقيقة ما حصل». وإذ نفى عودة الأمور إلى نقطة الصفر، لأن المبادرة العربية وضعت «خريطة طريق للحل»، رأى صعوبة في انتخاب رئيس جديد قبل القمة العربية، مشيراً إلى إمكان تمثيل لبنان في هذه القمة عبر مندوب لبنان في الجامعة العربية. ورفض التعليق على مواقف النائب وليد جنبلاط، لأن كلامه «لم يعد له قيمة بعد الآن».

قبلان يطالب جنبلاط بأن يجسِّد عقل والده

وبرز أمس نوع من العتب عند نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، على النائب وليد جنبلاط، إذ قال أمام مجلس نقابة المحررين: «نحن لم نخرج عن نهج الإمام الصدر، وفكر الإمام شمس الدين، وأطالب الأستاذ وليد جنبلاط بأن يجسِّد كمال جنبلاط في عقله وصبره ووعيه». واتهم السياسيين بأنهم مصابون بالغرور، داعياً إياهم إلى التواضع، مشيراً إلى أن خطة الموالاة التي تردد أنها ستعلنها لاحقاً هي «إما التقسيم أو الإمارات». وحذّر إسرائيل من أن شنّ اعتداء جديد على لبنان «سيكلفها حياتها».
ورأى أن «كل العرب يتلهَّون بمشاكلهم، وآخر ما يفكرون به لبنان لأنه يخسرهم ولا يربحهم». وطالب بري بأن يعيد الحوار وأن «يتمترس في مجلس النواب ليلاً ونهاراً ليعالج المشكلة». وكشف أنه قال لموسى عندما التقاه: «عليك أن تعطي العين الحمراء، ولكن يظهر أنه ليس لديه عين، وعينه ليست بحمراء، وواقعاً هذا الشيء مؤذٍ».
وفي المواقف، أكّد الوزير المستقيل طلال الساحلي أنه لا بديل من المبادرة العربية، وأنها «الطريق الصواب لمحاولة إيجاد لغة وقواسم مشتركة بين المعارضة والموالاة لإخراج لبنان من الأزمة»، ودعا الموالاة إلى تليين موقفها. ورأى الأمين القطري لمنظمة حزب البعث العربي الاشتراكي، فايز شكر، بعد لقائه الرئيس سليم الحص، أن محاولات «تخريب القمة العربية» ليس سببها الأزمة اللبنانية بل «هروب بعض الرؤساء العرب من البحث الجدي في الموضوع الفلسطيني لتجنب صدور أي قرار قد يلزمهم بما لا يقدرون على فعله». وعلّق على طلب سمير جعجع إجراء مناظرة مع السيد حسن نصر الله، بالتساؤل: «هل يستوي الذين يتسترون بجلباب الوطنية وعليهم وفي حقهم أحكام جرمية قضت بإعدامهم وخرجوا نتيجة تسوية سياسية، مع قائد عظيم على مستوى الأمة والعالم، ليطلب منه مناظرة كهذه؟».
وبينما دعا الوزير محمد الصفدي إلى التمسك بالمبادرة، لأنه «لا مبادرة أخرى مطروحة اليوم»، قال: «إن فريق 14 آذار، بمن فيهم أنا، غير مستعد للموافقة على إعطاء حق النقض أو الثلث المعطل لفريق 8 آذار أو لأي مجموعة لبنانية أخرى»، لأن ذلك «يلغي الممارسة الديموقراطية «. ورأى أن «انعقاد القمة العربية في مطلق الأحوال أفضل من عدم انعقادها، ونأمل أن يتم ذلك رغم كل شيء».
كذلك أكد النائب أنطوان سعد أن المبادرة مستمرة «رغم كل العراقيل»، مشيراً إلى أن «الدعم العربي للبنان يؤكد أن القرار العربي بحماية لبنان هو نهائي». ووصف أحزاب المعارضة وتياراتها بأنها «ميليشيات تتسلح بشكل يومي من حزب الله والمخابرات السورية». أيضاً، قال النائب أنطوان أندراوس إن المبادرة «ما زالت قائمة»، مشيراً إلى أن طروحات المعارضة «تعطيلية». ودعا العرب إلى مقاطعة قمة دمشق و«اتخاذ إجراءات رادعة وصارمة في حق النظام السوري». وقال النائب وائل أبو فاعور، إن «سياسة التنازلات ولّت إلى غير رجعة، ولن نسير بأي خيار لا يراعي ثوابت 14 آذار تحت أي ظرف. نحن حررنا الوطن من سلطة الوصاية، ولا نريد إخضاعه من جديد لوصايات محلية داخلية».
وأسِف النائب روبير غانم لـ«أن كل طرف يرمي الكرة في ملعب الآخر، ويحمّله مسؤولية الحل»، مشيراً إلى «أن الأطراف السياسيين يلعبون لعبة شد الحبال، وقد أصبحت الحبال أعصاب اللبنانيين». وطالب الجميع بوعي «خطورة هذه الجرجرة المستمرة للوضع، وهذه المراوحة في الأزمة، وأن يسارعوا إلى إعادة الوضع الطبيعي».
وبعد لقائه على رأس وفد من الرابطة المارونية البطريرك الماروني نصر الله صفير، قال جوزف طربيه: «نرى نحن وبكركي أن هناك تغييباً للمشاركة المسيحية في موضوع انتخاب الرئيس»، ورأى أن «انتخاب الرئيس بصلاحيات محدودة أو مجردة خلافاً لنصوص الدستور هو تغييب لدور الرئيس وللمشاركة المطلوبة»، متوقفاً «بكثير من الريبة والشك» أمام «ربط انتخابات الرئاسة بشروط وشروط مضادة».

هجوم قواتي على سليمان فرنجيّة

وأمس، برز هجوم قواتي على حديث رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن الاعتصام في وسط بيروت، فقال رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «أحد السياسيين اللبنانيين، ولا أعرف إن كنا نستطيع تسميته بالسياسي اللبناني، أعلن أن المخيم في ساحة رياض الصلح يمس بمصالح الحريري، فيبدو أن هذا السياسي لا يطّلع على الصحف، وبالتالي لا يعرف أن هذه المصالح الموجودة في الوسط التجاري تعود بنسبة 90 في المئة إلى مواطنين لبنانيين من كل المناطق اللبنانية، ولا سيما جبل لبنان». وقال على صعيد آخر: «لا نقبل بالعودة إلى منطق اللادولة أو المقاطعة، أي دولة موجودة وغير موجودة، أو البقاء في وضعية مفتوحة على كل الاحتمالات والحروب، عدا أننا أصبحنا اليوم في وضعية الحروب المفتوحة في كل الاتجاهات، وفي كل مكان». كذلك ذكر الوزير جو سركيس، إثر لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أن معظم المستثمرين أو أصحاب المؤسسات في الوسط «هم من المسيحيين».
أمنياً، أدى انفجار قنبلة في بلدة الشهابية ـــــ قضاء صور إلى إصابة 4 مواطنين عرف منهم سليمان محمد سلمان الذي نقل إلى مستشفى جبل عامل في صور للمعالجة.