فداء عيتاني
تتردد في المنطقة المعلومات عن جهود على قدر مرتفع من العمق لجمع الملك السعودي بالرئيس السوري، على أن يلتقيا في منتصف الطريق، أي في مصر، وأن المساعي شملت عدداً من القيادات، من الأردن إلى قطر، وهي محاولة قد تكون أخيرة، لا لإنقاذ اجتماع القمة المرتقب فقط، بل أيضاً لإنقاذ الجامعة العربية، ولبنان نفسه، من حافة اندلاع حرب، واستشراء الصراع الذي لم يعد أحد يضمن تطوراته. تبحث الدول العربية في الأقنية السرية في انتخاب رئيس للبنان، يطمئن المعارضة، ويمثّل ضمانة لها لتتخلى عن الثلث (الضامن أو المعطّل). وتتسابق المنطقة مع المسار الانحداري للأمور، التي تتجه نحو كارثة بين الدول العربية التي بات رؤساؤها يمتنعون عن اللقاء، مجرد اللقاء، على الرغم من تفاهة اللقاءات البروتوكولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. كما أن الزعماء يسابقون استعدادات إسرائيلية لحرب شاملة. ولكن في لبنان يجتمع رئيس حكومتنا للبحث في أوضاع السجون مع عقيلته، ومع عدد من الموظفين. السجون وحدها في لبنان بحاجة إلى إعادة تأهيل، ربما لتتسع للمزيد من الفقراء.