جبيل ـ جوانا عازار
«كونوا سريعي الحركة، ما بدنا panique»، كانت هذه نصيحة المخرجة إيفون فوز إلى زملائها الممثّلين في الكواليس قبيل بدء عرض مسرحيّة «صوت الموسيقى» (The sound Of Music)، على مسرح سيلينا قربان في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة في جبيل. قرّرت فوز وهي طالبة في السنة الثالثة إخراج المسرحيّة من دون أن يطلب منها ذلك، وتقول: «أحلم منذ اليوم الأول لدخولي الجامعة أن أنجز المسرحيّة المأخوذة عن الفيلم العالميّ الذي أعشقه منذ صغري». وتتابع: «لم أستطع بحكم عملي خارج الجامعة أن أحضر بانتظام إحدى موادّ اختصاصي ولم أنجز المشروع التطبيقيّ للمادة الذي يقضي بإخراج مسرحيّة معيّنة، فلم أحصل على علامة جيّدة، من هنا كان انجاز المسرحيّة تحدّياً بالنسبة إلي وخصوصاً أنّني أنجزت في ثلاثة أسابيع ما يحتاج لثلاثة أشهر من التحضير». المسرحيّة الأولى التي تخرجها فوز هي «دعوة من الكابتن فون تراب Von trapp وعائلته إلى منزلهم لمشاركتهم السعادة، الدفء ولحظاتهم الهنيئة»، وهي استعادة لقصّة فيلم «Sound of music»، وبطلها الكابتن المتقاعد فون تراب الذي يعيش وأولاده السبعة في البيت فارضاً عليهم نظام حياة قاس لأنّهم أشقياء، وقد تناوبت على تربيتهم مربيّات كثيرات، فكانت ماريا مربّيتهم الأخيرة التي استطاعت أن تقلب عالمهم الجافّ الى عالم يضجّ بالحياة والموسيقى والسعادة فعلّمتهم الغناء وأعطتهم الحبّ الذي قلب تصرّفاتهم الى الأفضل، واستمرّ الوضع على هذا النحو إلى أن حصل ما لم يكن في الحسبان، إذ تزوّج الكابتن والمربّية بعد قصّة حبٍّ، تحدّيا من خلالها التقاليد.
,أرادت فوز من خلال عملها الذي قدّمته بطريقة جديدة وخاصّة لجهة اختيار الديكور والملابس وتقطيع المشاهد أن تظهر «الجوّ الهانئ الذي يحلم به الأطفال والقادر أن يتحقّق بوجود أشخاص كالبطلة ماريا التي قدّمت للأطفال الحبّ الذي افتقدوه في غياب والدتهم». وتوضح فوز أنّها تركت هامشاً من الحريّة للممّثلين ليتصرّفوا على طبيعتهم وبعفويّة مهنيّة. المسرحيّة لن تعرض مجدّداً لأنّ فوز ترى «أنّ الرهجة تكون للعرض الأوّل من هنا يجب أن يكون الوحيد».
أما الطالب مازن رزق الذي يتابع دراسة الماسترز في الـ«molecular biology» في الجامعة فأدّى دور البطل الكابتن فون تراب واعتبر «أنّ التناغم بين الممثلين ذللّ الصعوبات، فجاء العمل متكاملاً». من جهتها، تحدثت الطالبة في السنة الثانية إخراج ماريا نادر التي أدّت دور المربّية ماريا عن خوف وتوتّر أصاباها في بداية العرض لأنّها المرّة الأولى التي تمثّل فيها، لتؤكّد أنّ رؤية أهلها وأصدقائها ساعدتها على المضيّ في العمل الذي كانت نتيجته مرضية بالنسبة إليها.