عفيف دياب
ينشغل البقاعيون في هذه الأيام بالحديث والحوار في ما بينهم عن الحرب الإسرائيلية المتوقعة على لبنان بعد اغتيال القائد في المقاومة الشهيد عماد مغنية. فطبول الحرب التي تقرع، والتي ارتفعت أصواتها بعد الإعلان الأميركي عن إرسال مدمّرة حربية إلى قبالة الشواطئ اللبنانية، أسهمت في رفع النقاش داخل الشارع البقاعي، الذي يرى أن الحرب ستدور رحاها على أرض السهل، حيث توضع سيناريوات متنوعة لشكل الحرب، التي ستدخلها سوريا أيضاً وفق قراءة مجموعة من الضباط العسكريين اللبنانيين في الخدمة العسكرية وخارجها، إضافة إلى توقعات قادة عسكريين سابقين في أحزاب لبنانية كان لهم دور فعّال في حروب سابقة مع إسرائيل.
ويقول هؤلاء إن الخطة الإسرائيلية المتوقعة في الحرب المقبلة، أو التي نتوقعها، قد تكون على مسارين متلازمين: برّي وجوّي، إذ قد تقوم وحدات كوماندوس إسرائيلية بعمليات إنزال على طول خط الحدود اللبنانية ــــ السورية من جبل الشيخ الغربية في راشيا حتى نقطة المصنع، مترافقة مع تقدم وحدات برية في طول المنطقة وعرضها، الواقعة شرقي الليطاني في الجنوب، وصولاً إلى سد القرعون في البقاع الغربي، بعد أن تكون قوات برية أخرى قد أحكمت السيطرة على المنطقة من شبعا ووادي جنعم حتى راشيا الوادي ــــ عيتا الفخار. ويضيفون أن أي تقدم إسرائيلي على محور السفوح الغربية لجبل الشيخ سيلزم دمشق إصدار قرار بتدخل عسكري ومواجهة اجتياح بري مماثل على تخوم حدودها في مشهد لا يختلف عن المواجهات التي اندلعت بين الجيشين خلال اجتياح صيف 1982، حيث ستكون المواجهات قاسية، لأن سوريا لن تسمح للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى «خط الشام» في منطقة المصنع أو إلى مشارفه.
ومن هنا، لا يستبعد هؤلاء الضباط إمكان دخول وحدات سورية قتالية إلى الأراضي اللبنانية من ناحية المصنع لخوض مواجهات مع القوات الإسرائيلية المتقدمة داخل الأراضي اللبنانية عند تخوم الحدود السورية. ويتابعون أن قتالاً عنيفاً قد يقع إذا نفّذ الجيش الإسرائيلي خطته باحتلال منطقة جنوبي سد القرعون والتلال المشرفة على وادي الليطاني. وبالتزامن مع هذه التوقعات العسكرية، فإن حديث الناس في البقاع يتركز في هذه الأيام على الحرب المتوقعة. فالنقاشات السياسية عن الموالاة والمعارضة تراجعت بنسبة كبيرة، ولم تعد تحتل الحيّز الأكبر من اهتماماتهم وحواراتهم، فالهاجس الوحيد هو الحرب المقبلة أو المتوقعة.
وتقول مصادر حزبية معنية إنها لن تقف متفرّجة، وإن الاستعدادات لمواجهة أي عدوان إسرائيلي برّي أو جوّي على البقاع أصبحت منجزة، وإن كافة القطاعات المعنية وضعت في حالة استنفار قصوى منذ الإعلان الأميركي عن إرسال بوارج حربية إلى قبالة الشواطئ اللبنانية. ويقول مصدر أمني متابع إن قرارات جازمة أُبلغت إلى قيادات حزبية بوجوب الاستعداد لإخلاء منازلهم والمقار العلنية في أي لحظة.