الغجر ــ عساف أبو رحال صيدا ــ خالد الغربي

في حادث هو الأول من نوعه بين قوات الاحتلال وقوات «اليونيفيل» المعززة، وأثناء تثبيت قوة من الكتيبة الإسبانية سياجاً شائكاً في محيط الشطر اللبناني من قرية الغجر المحتلة، حضرت على الفور دورية مؤللة لقوات العدو الإسرائيلي، وطلبت من القوة الإسبانية الانكفاء وترك المكان، إلا أنها رفضت. عندها تقدم الطرفان إلى باحة عند الطرف الشمالي للشطر اللبناني وعقدا اجتماعاً ميدانياً رفض خلاله الإسرائيليون الحركة الإسبانية، وأنذروهم بالابتعاد، فابتعدوا وانتقلوا لتسييج جانب آخر على المحور نفسه، ما دفع الإسرائيليين لتوجيه إنذار مباشر لهم تحت طائلة إطلاق النار عليهم، بعدما اتخذ الإسرائيليون وضعاً عسكرياً للاشتباك مع قوات «اليونيفيل»، مما اضطر القوة الإسبانية إلى توزيع قواتها في مواجهة الإسرائيليين، ووزعت عناصرها خلف الدشم الاسمنتية والمتاريس العسكرية، مع أوامر واضحة بأنه «إذا فتح الإسرائيليون النار باتجاهكم فعليكم الرد بالمثل والدفاع عن أنفسكم ومواقعكم ومراكزكم».
وقد أحيطت قيادة القطاع الشرقي لقوات «اليونيفيل» بهذه التطورات الخطيرة التي فرضها الإسرائيليون، فتم الاتصال بقيادة قوات اليونيفيل في الناقورة، وبدأت اتصالاتها مع الإسرائيليين للكفّ عن مثل هذه الأعمال الاستفزازية تجاه القوات الدولية، وكذلك ضد المواطنين اللبنانيين.
ولم تكتف القيادة الدولية بالوسائل الدبلوماسية، بل أرسلت الى محيط الوزاني والغجر كتيبة مدرعات فرنسية، قوامها خمس دبابات من نوع «لومكير» والعديد من ناقلات الجند من نوع «ام 113» و«بي تي ار»، مع أفراد طواقمها الذين يزيد عددهم على سبعين عسكرياً، وقد اتخذت الدبابات المجهزة بمدفعية مباشرة مواقع لها فوق تلال الحمامص وتلال أخرى تطل أيضاً على الوزاني والغجر المحتلة.
وفي صيدا، انتصبت البارجة الفرنسية «سي روكو» بقدّها وقديدها قبالة (جزيرة) صيدا لمدة ساعات في مهمة لوجستية تندرج في إطار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وعلم أن «المهمة» تركزت على تفعيل عملية ضبط حركة المياه الإقليمية ومراقبة الحدود البحرية الجنوبية وتسهيل تنقل قوات «اليونيفيل» عن طريق البحر بعدما أصبح الخط البحري لتنقل هذه القوات أكثر أمناً في ظل تعرض القوات الدولية لاعتداءات ولا سيما استهدافها على الطريق السريع بين بيروت والجنوب في محلة الرميلة.
البارجة الفرنسية الدولية، المرابضة منذ الصباح خلف جزيرة صيدا خرج منها ثلاثة زوارق مطاطية ترفع العلم الفرنسي، وعلى متنها جنود فرنسيون، توجهت مباشرة إلى الغرفة البحرية التابعة للجيش اللبناني في ميناء صيدا حيث جرى اجتماع تنسيقي بين الفرنسيين وضباط لبنانيين، لتخرج الزوارق الفرنسية في جولة استطلاعية على طول المنطقة البحرية القريبة من الشاطئ، حيث شوهد جنود فرنسيون ولبنانيون مزوّدون بمعدات وتجهيزات هندسية تستخدم عادة في المسح الجغرافي. واستمرت عملية المسح هذه ساعات بمؤازرة من بحرية الجيش».
وفسّرت مصادر أمنية ما شهده أمس الشاطئ الصيداوي بالعمل اللوجستي والتنسيقي الهادف إلى تعزيز عمل ومهمة القوة البحرية المشتركة في ضبط ومراقبة الحدود البحرية الجنوبية، وأن هذه الخطوة تحضيرية لخطوات أكبر لها طابع تدريبي لوجستي استكمالاً لتدريبات بحرية مشتركة بدأتها قيادة «اليونيفيل» مع الجيش اللبناني قبالة رأس الناقورة، وتوّجت قبل أسبوعين بمناورة بحرية مشتركة على عمليات الإخلاء والتبديل للجنود عبر البحر واستمرت ثلاثة أيام، وشاركت فيها بوارج فرنسية وإيطالية من بينها البارجة «سي روكو» التي رست أمس في صيدا.