strong> نادر فوز
•الصور واللافتات تملأ الطرقات والزيارات المنزليّة بدأت لحثّ المواطنين على المشاركة والوفاء للرئيس الشهيد
لا تزال الاستعدادات الأكثرية تتابع لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الخميس المقبل. وكما حال التأهب القصوى في بيروت، تستعدّ منظمات تيار المستقبل وقوى 14 آذار في المناطق عبر استمرار الدعوات والقيام بالخطوات اللازمة للحفاظ على ماء وجه شعبيتها

في قلب بيروت، سيتمحور إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء حيث من المتوقع إلقاء الكلمات الستّ الأساسية، وموقع الاغتيال حيث سيكشف عن النصب التذكاري الذي صنع خصيصاً لتذكير اللبنانيين يومياً بعملية الاغتيال التي وقعت يوم 14 شباط 2005. وفي ظل رفض مسؤولين في بلدية بيروت وتيار المستقبل الحديث عن الذكرى، شدّدت مصادر متقاطعة على حضور الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، دون التأكيد عما إذا كان سيلقي كلمة في هذه المناسبة.
وفي معلومات نقلتها شخصيات مطّلعة على الأعمال، جرت أمس تجربة أخيرة للشعلة التي سيحملها النصب وتمّت بنجاح، مع العلم بأنه ابتداءً من الساعة الواحدة إلا خمس دقائق من ظهر الخميس المقبل، سيرتفع يومياً بهذا التوقيت، من النصب، صوت الأذان وقرع أجراس الكنائس تجسيداً للوحدة الوطنية التي أطلقها الشهيد، وإعلان مرور يوم جديد على الاغتيال ورحيل الحريري الأب، إضافة إلى التذكير بأهمية المحكمة.
وأكد أحد المسؤولين السابقين لإحدى المنظمات الشبابية المشاركة بتحالف 14 آذار، أنه يجري حتى اليوم إعداد بعض التحركات، منها تشكيل، بأجساد المشاركين، علم لبنان أو شعار الحقيقة أو غيرها. وتدرس القوى المنظمة إمكان نشر شاشات عملاقة في الساحتين، إضافةً إلى المناطق المجاورة لبيروت حيث يمكن أن يتأخر المشاركون بسبب زحمة السير، وهذا بهدف عرض القوة الجماهيرية الواسعة لفريق السلطة. كما ذكرت بعض المصادر، أنه للهدف نفسه سيكون نهار 14 شباط يوماً تلفزيونياً طويلاً عبر ملاحقة المواكب المنطلقة من المناطق للمشاركة بالذكرى، حتى لا يصار إلى اتّهام الموالاة بضعف جمهورها وانحسار تمثيلها الشعبي.

صيدا

ومن صيدا، كتب الزميل خالد الغربي أن الأمر «سيكون مختلفاً ما بعد يوم الخميس. وستنقلب الصورة وسيتغير المشهد وديموقراطياً وبقوة الناس». هذا هو رأي تيار «المستقبل» الذي «أطلق العنان لماكينته لتوفير أوسع مشاركة صيداوية».
ويقول صاحب أحد المتاجر من عائلة الصبّاغ إن الهدف من الحشد هو «الردّ على التمادي في تطاول المعارضة، وإن القرار هو المشاركة الكثيفة لتبيان الثقل الشعبي والمرجح لـ14 آذار، والناس ينتظرون يوم الخميس و70% من المدينة سيشاركون، وإذا ما في طريق بالبر منروح بالبحر».
وتعتمد ماكينة المستقبل في صيدا في تعبئتها على عناصر سياسية وإدارية وتقنية ومالية، يبقى في طليعتها الوضع المريح للتيار في المدينة والخاضع أساساً لرعاية مباشرة من النائب بهية الحريري، ما يقيه بعض العثرات وتقلبات الأمزجة التي قد تحصل في مناطق أخرى ينتشر فيها تيار الحريري. فوجود الحريري ـــــ الشقيقة ـــــ ورصيدها يشكلان مظلّة استقرار ونقطة ثبات عمل التيّار، فضلاً عن توظيف «بروبوغاندا» تضرب على أوتار معيّنة.
وبدأت لجان التيار بوصل ليلها بنهارها وتقوم بزيارات مباشرة للمنازل والعائلات لحث الناس على المشاركة الكثيفة مع اعتماد وسائل إقناعية، كـ«ما بدنا نخذل الشيخ سعد، بدنا نفرجيه إنو صيدا متل ما هيي وأكتر حريرية» تقول إحدى المحازبات لأصحاب منزل في محلة القيّاعة على الرغم من صورة لزعيم سياسي معروف بمعاداته لتيار الحريري يرفعها رب المنزل.

البقاع

وفي البقاع الغربي، لا يختلف المشهد عما يحصل في بقية المناطق. ويوزع كوادر «المستقبل» المفرقعات والألعاب النارية التي تطلق بكثافة أثناء إطلالات النائب سعد الحريري على شاشات التلفزة. واللافت هذه المرّة إطلاق النار في مناطق البقاع، دون أن يكون هناك أي تدبير لمنعها.
يتحدث قيادي بارز في تيار المستقبل عن التدابير المتخذة لإنجاح ذكرى 14 شباط فيقول: «نحن نعمل بكل قوانا على إنجاح هذه الذكرى، بتعليمات من الشيخ سعد»، نافياً ما يشاع في وسائل الإعلام عن إعطاء السيارة الواحدة 200 ألف ليرة، مؤكداً نيل السيارة الواحدة 60 ألفاً، باص الـ15 راكباً 150 ألفاً، البوسطة 200 ألف، البولمن الوسط 250 ألفاً، والكبير 300 ألف، والبيك آب 100 ألف». وعن التعليمات التي أعطيت بشأن إمكان تعرّض المواكب للاستفزاز، أوضح قيادي آخر في تيار المستقبل: «إن تعليماتنا للمناصرين هي التأكيد على المظهر السلمي للمناسبة وعدم الرد أو الانجرار إلى أي عمل تخريبي».
تجدر الإشارة إلى أن حركة توزيع المحروقات (وخاصة المازوت)، بدأت تنشط بشكل كثيف قبل إحياء الذكرى، حيث تراوحت حصة البيت الواحد بين نصف برميل وثلاثة براميل. كما إنه من المتوقع أن تجول سيارات مزودة بمكبرات الصوت تدعو إلى المشاركة الكثيفة في يوم الوفاء.



جبيل ـ جوانّا عازار

وفي جبيل، تتحدث منسّقة شباب تيّار المستقبل، فريال اللّقيس، عن موكب لشباب سينطلق من الكورة لينضمّ إلى شباب قضاء جبيل الساعة الثامنة صباحاً، فالمشاركة ستكون كثيفة حسب اللّقيس، ويجري العمل والتنسيق مع مختلف قوى 14 آذار.
بدوره، تحدّث رئيس دائرة الثانويّات في القوّات اللّبنانيّة، جيلبير سمعان، عن اجتماعات التعبئة التي تعقدها القوّات في حشد مناصريها للمشاركة في الذكرى حيث سيكون لها نقطة تجمّع مستقلّة أمام مكتبها على أوتوستراد جبيل.
وقال رئيس إقليم الكتائب في جبيل جوزف باسيل «نازلين بقوّة اذ إنّ الحماس بادٍ على الجميع»، وسيلتقي الكتائبيّون الساعة العاشرة صباحا أمام بيت الكتائب المركزيّ.



يعرف ولا يعرف

يبدو أنّ قوى 14 آذار ومسؤوليها في بعض المؤسسات الحكومية لا يزالون «يعتنقون» سياسة محاربة الإعلام المقرب من المعارضة، ومنها «الأخبار». فخلال اتصال هاتفي مع رئيس بلدية بيروت، عبد المنعم العريس، أشار الأخير إلى أنّ «البلدية» لا علم لها أو لا دور لها بإحياء هذه الذكرى، محيلاً المسؤولية إلى تيار المستقبل. كما رفض التحدث عن الإجراءات التي ستتّبع الخميس، نافياً علمه بجدول النشاطات، مع العلم بأنّه كان قد تحدث مطوّلاً نهار السبت الماضي إلى تلفزيون المستقبل عن النشاطات والنصب التذكاري. وعن دور البلدية، طلب العريس الاتصال اليوم، الاثنين، بأحد المسؤولين فيها لمعرفة أي أمر يتعلّق بدور البلدية.
وبدوره، رفض ممثل تيار المستقبل في بيروت، خالد شهاب، الإفصاح عن أي معلومة تخص الذكرى الثالثة للإغتيال، على اعتبار أن «الأمر كله يتناول في وسائل الإعلام، فيما رأى أنّ الحديث عن تفاصيل النصب التذكاري «أمر مبكر».