طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
ينصبّ اهتمام بعض المدارس التابعة لأبرشية طرابلس المارونية على ذوي الحاجات الإضافية لجهة تطوير استقلاليتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية، ودمجهم في المجتمع، وتحسين وضعهم الاجتماعي، بمساعدة اختصاصيين في علم الاجتماع والعلاج الانشغالي. ويُعنى هذا النوع من العلاج بالأشخاص المصابين بإعاقات جسدية، حسية، فكرية واجتماعية، ويساعد على تأهيل وإعادة تأهيل المهارات والقدرات التي تساعد على التكييف الوظيفي والسلوكي.
ففي معهد مار يوحنا للتعليم المهني والتقني في بلدة كرمسده، في قضاء زغرتا، جهّزت إدارة المعهد غرفة خاصة واسعة تتسع لأكثر من 12 طالباً وطالبة، لتأهيلهم في الـ«فندقية». وتشير مديرة الدروس في المعهد، زينة بطرس، في هذا الاطار، إلى الصدى الإيجابي الذي لاقته الفكرة لدى الأهالي، والتجاوب السريع الذي أبدوه، وخصوصاً أنّهم طالبونا بتكثيف المقررات.
من جهتها، تؤكد منسّقة قسم الدمج المدرسي في المدرسة الأنطونية الدولية في الميناء، ليلى جريج ضاهر، أنّ الهدف هو دمج التلامذة في بيئتهم، لأن في ذلك فرصة للتعرف إلى الشخص الآخر المختلف، وحاجاته وتطلعاته.
وفي مدرسة الفرير «دو لا سال» في دده (الكورة)، جُهِّز مركز لذوي الحاجات الإضافية. وتقول المعالجة النفسية في المركز، عائكة هزيم، إنّ التلامذة قُسّموا تبعاً لحالات الإعاقة لدى كل طفل، مشيرة إلى «أننا جمعنا الحالات التي يتعايش بعضها مع بعض، في غرفة واحدة». ورأى مدير المدرسة، سليم جريج، أنّ الخطوة مغامرة تربوية جديدة، وما «يهمنا هو نجاح هذه التجربة، لذا قررنا أن نبدأ بعدد من الأطفال لم يتجاوز 12 تلميذاً، رغم أن المكان يستوعب أكثر من ذلك، ونحن نعوّل على نجاح المركز لنستقبل عدداً أكبر في المستقبل، علماً بأننا رفضنا طلبات كثيرة، والأهالي يتهافتون على المركز سعياً وراء حل يساعدهم على تخطّي مشكلاتهم».
ويبلغ عدد ذوي الحاجات الإضافية في مدرسة القديس فرنسيس الأسيزي المختصة، في بلدة منجز في قضاء عكار، حوالى 34 تلميذاً، تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و20 سنة، موزّعين على أربعة صفوف، بحسب احتياجات كل منهم وحالته. وتتنوع الحالات في المدرسة، فهناك التأخر العقلي الخفيف والمتوسط، والصعوبات في النطق، وغير ذلك. ويتابع التلامذة المنهج العادي الذي تتبنّاه المدرسة الأكاديمية، إضافة إلى برنامج خاص معدّ لهم، تماشياً مع حاجاتهم وقدراتهم على الاستيعاب.
من جهة ثانية، يتعلم التلامذة في المشغل صناعة التحف الخشبية والرسم على الزجاج... وغيرها من الأشغال اليدوية، حيث تباع في معرض سنوي تختتم به المدرسة العام الدراسي. ولكي يكون العمل متكاملاً، تستعين المدرسة باختصاصيّتَي نطق لمتابعة التلامذة الذين يعانون مشاكل في النطق والكتابة، فضلاً عن اختصاصية نفسية لمتابعة حالات التلامذة النفسية وانعكاساتها.