strong>ثائر غندور
• 500 مجموعة تدور في فلك 14 آذار وتريد الحسم مع 8 آذار

يؤمّن موقع التعارف Facebook فرصة لزوّاره لقول ما يشاؤون عن مواقفهم السياسيّة، بحيث تغيب الضوابط الحزبيّة، ويتحوّل الموقع إلى هايد بارك يكتب عليه كلّ شخص ما يريد. وتنتشر المجموعات المؤيّدة لـ 14 آذار، كما تنتشر الإعلانات المدفوعة للمجموعات الرسمية

«ونقسم سنبقى... لأننا والحق أكثرية. عن أمجادك لا تزيح ضلّك واقف وتحدّا كل ما تعصف هالريح إيدك عاسلاحك شدّا... وينك خلّي الكون يشوف نهر رجالك لما يطوف». هكذا تستقبلك مجموعة «14 March» الرسمية على موقع Facebook الإلكتروني. يبلغ عدد المنتسبين إلى هذه المجموعة نحو أربعة آلاف وخمسمئة عضو. وتقدّم لزائرها لائحة بعناوين مواقع أحزاب 14 آذار على شبكة الإنترنت، كما تعرض مجموعة مؤلفة من أكثر من 340 صورة لرموز 14 آذار السياسيين، من بشير الجميّل إلى رفيق الحريري وبيار الجميّل وغيرهم.
لكن هذه المجموعة ليست الوحيدة على الفايسبوك، إذ يكفي أن تضع كلمة «14 March» وتبحث عنها في الموقع لتجد لائحة تضم خمسمئة مجموعة، تتنوّع بين مؤيّدين لـ14 آذار بين التشدّد والاعتدال، وآخرين يدعون قوى 8 و14 آذار للتوّحد في سبيل الخروج من الأزمة. واللافت هو وجود إحدى المجموعات تحت عنوان «14 March» لدعم التيّار الوطني الحرّ!
ثمّة مجموعة ثانية تحت عنوان «مئة سبب لدعم قوى 14 آذار»، تضم نحو ألفي منتسب، وترى أن هناك أكثر من 145 سبباً لدعم قوى 14 آذار، منها:
«حرّرنا لبنان من سوريا بدون حرق سيّارة، لم نجرّ لبنان إلى حرب، نرتدي برادا، Gucci، وDolce and Gabbana (ماركات ثياب)، نؤمن بمزيل الرائحة، نحب الحياة، فؤاد السنيورة رئيسنا الحرّ، نبني ثلاثة بيوت ولا نعيد بناء بيتنا ثلاث مرّات، البرتقال يصيبنا بالحساسيّة، زعماؤنا لا يتعرّقون على شاشات التلفزة، لا تشبه نساؤنا النينجا، أطفالنا يشاهدون محطة ديزني لا المنار الصغير، لا نعيش في خيم، نايلة معوّض مهضومة عندما تصاب بالجنون، نتكلّم الإنكليزية والفرنسيّة لا الفارسيّة، فردان لا حارة حريك، Project fashion لا الوعد الصادق. نحن نضحك، نستحم كلّ يوم. نورا جنبلاط لا رندا برّي، وئام وهّاب ليس عضواً في 14 آذار، نسلّم على جاك شيراك لا أحمدي نجادي، زعماؤنا لا يختبئون تحت الأرض، نفضّل الدوناتس على الكعك، لا نملك جوازات سفر أميركيّة ونهتف «الموت لأميركا»، المعلّم وليد لا وليد المعلّم، لا تذهب نساؤنا إلى costa brava. فندق فينيسيا لا غولدن بلازا، رجالنا يسلّمون على النساء، رفيق الحريري علّم 35 ألف طالب، في حين حسن نصر الله يملك 35 ألف صاروخ. نعلم يا أغبياء أن لدولة قطر علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، نؤيّد فتح لا حماس، كوندوليزا رايس مثيرة بينما لاريجاني ليس كذلك، نريد مليون سائح لا مليون نازح، لا نتظاهر لشكر سوريا، لا نضرب جباة الكهرباء. مسموح لنا أن نرتدي ربطات عنق، يكفينا طفلان لا دزينة أطفال، لم نتعرّض لعملية غسل دماغ، نحب أن نشرب الشاي، لا نهاجم البطريرك صفير كما فعل العونيون في أواخر الثمانينات ومؤيدو سليمان فرنجيّة».
وفي قراءة سريعة لهذه الأسباب وغيرها، التي تنتشر على مجموعات عدّة تابعة لقوى 14 آذار (أو هكذا تدّعي)، يُمكن ملاحظة منسوب مرتفع من العنصريّة تجاه المواطن المختلف سياسياً. وتنشر إحدى المجموعات التي تُسمي نفسها «14 March» موقفاً مختلفاً عن موقف مسيحيي الأكثريّة، وهذا نوع من الديموقراطيّة يوفّره الموقع الإلكتروني، إذ يقول أحدهم من هذه المجموعة: «ها أنتم يا مسيحيو 14 آذار كما بالأمس البعيد، وكما في اليوم القريب، مكاسبكم صفر. كيف لي ألّا أعترف بالهزيمة وأنا من مناصري 14 آذار؟ ففي لمحة سريعة، نرى أن الحلف المسيحي في 14 آذار قد استغل إلى أبعد الحدود ولم يُعط أياً من حقوقه حسب الصفقة. فلا إقالة للحود ولا انتخاب بالنصف زائداً واحداً ولا رئيس من مسيحيي 14 آذار، وكلها مكاسب مسيحية غير محقّقة. بينما الأطراف الأخرى قد حصلت منّا على كل الدعم لبقاء الحكومة وللمحكمة الدولية، فلولا وجودكم في الحلف لما بقيت الحكومة وما كانت أُقرّت المحكمة لعدم اكتمال نصاب التمثيل».
ويضيف: «غداً ستُشكّل الحكومة ولا وزراء زيادة لمسيحيي 14 آذار، أي كنا حصلنا على ما هو ممكن من دون التحالف. بينما على الطرف المسيحي الآخر في حلف 8 آذار، أرى جنرالاً يقوم بحرب لاستعادة حقوق المسيحيين ويحقق أعلى المكاسب».
وتسمّي مجموعة أخرى نفسها «شكراً سماحة السيد فؤاد السنيورة. ♥.شكراً يا أشرف الناس». وتقدّم هذه المجموعة شرحاً مفصلاً عن كيفية نشأة المذهب السني ومذاهبه الأربعة، ومن ثم معلومات عن تيّار المستقبل.
ويسأل حسن خضرا أعضاء مجموعة «السنّة والمستقبل»: «هل تبقى مؤيداً لتيار المستقبل ولسعد الحريري وتبقى معه أينما يكون وأينما يذهب وإذا حصل تحالف بين تيار المستقبل وحزب الله؟». وتمتلئ الصفحات بعشرات الردود التي تنقسم فئتين، إحداهما تؤيّد فكرة التحالف حتى «يحكم المسلمون البلد» ومن أجل أن لا «نصل إلى واقع العراق»، والثانية تستبعد أن يقوم الحريري بهذه الخطوة ويتحالف مع الذين «يغطون على قتلة الشهيد رفيق الحريري».
ويسأل أحدهم عبر مجموعة «March 14 Fans»: «هل تلوم قوى 14 آذار لعدم إقدامها على انتخاب رئيس بالنصف+1؟»، وتُجمع الردود على لوم قادتهم لعدم اتخاذ هذا الخيار.
واللافت أن أغلب المواقع الإلكترونيّة لأحزاب فريق 14 آذار تضع إعلاناً للموقع الرسمي لحزبها على الفايسبوك. فتعرّف مجموعة حزب الكتائب الرسميّة، والتي يبلغ عدد منتسبيها نحو 3400 عضو، عن نفسها بالقول: «إذا كانت المسيحية قد ولّت عندما صلبوا المسيح، تكون الكتائب قد انتهت عندما اغتالوا بيار الجميّل». وتعرض عدداً من شرائط الفيديو عن الكتائب، كما تشنّ هجوماً شرساً على التيار الوطني الحرّ وخصوصاً جنراله ميشال عون.
في المقابل، يصل عدد المنتسبين لمجموعة القوّات اللبنانيّة إلى أكثر من 6650 عضواً وتتركز المعلومات فيها عن الـ LBC. ويغيب موضوع محدّد عن مجموعة الحزب التقدمي الاشتراكي التي يصل عدد المنتسبين لها إلى زهاء 3000، وتبقى مفتوحة أمام مشاركات أعضائها التي تتركّز على السياسة والتحيّات الشخصيّة.

الكتائب
والقوات


«نحنا الكتائب والقوات ما مننطر جواب/ لما يدق الخطر والشرّ عالبواب/ كرامة عيون الشهدا اللي تحت التراب/ الكتائب حميوا الأرزات أمين، بيار وبشير/ الكتائب مع القوات يكفّوا الدرب ومهما يصير/ الكتائب أمّ القوات وهي صورة عن إمّا/ بشير اللي تلّا الساحات رجالو ضحّت بدمّا/ كرمال عيون البشير عالدرب مكفّى سمير/ بالكرامة والتغيير القوات بتشبه إمّا».
هكذا تستقبلك مجموعة «i bet that i can find «10452»people who love Bachir Al gemayel»، التي ينتسب إليها أكثر من تسعة آلاف شخص، وهو رقم يوازي عدد المنتسبين إلى مجموعتي الكتائب والقوات الرسميتين، ما يشير إلى وجود رغبة عند جمهور واسع من الشباب في توحيد العمل بين هذين الحزبين المسيحيين.

وحدة 8 و14 آذار


عند البحث على موقع الفيسبوك تجد مجموعتين على الأقل تدعوان إلى الوحدة بين 8 و14 آذار. الأولى تحت اسم: «شباب 8 و14 آذار يد واحدة للخروج من الأزمة» والثانية: «8 + 14= 22. لنتوحّد».
وتتحدّث المجموعتان عن خصائص لبنان «البلد الصغير الذي يجب أن يعيش بخير وسلام» كما تنشر إحداهما وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ. لكن التركيز فيهما ليس على السياسة بل على «أجمل بنت لبنانيّة» و«أجمل نكت عن هيفاء وهبي». ويتساءل أحدهم عن كيفية استمرار هذا البلد في ظل دستور يلغي إمكان وجود معارضة وأكثريّة، بل يعطي المعارضة حق الفيتو. والملاحظ أن عدد المنتسبين إلى هاتين المجموعتين يصل إلى زهاء 1500 شخص.