البقاع ــ فيصل طعمة
يترافق هطل الأمطار بداية فصل الشتاء مع ازدياد الطلب على «المطبوخ الأرمني»، أي روزنامة الطقس الأرمنية، وتُعرف باللغة الأرمنية بالـ«أوراتسوس».
ويبني عدد من اللبنانيين، ولا سيّما المزارعين والمهندسين الزراعيين، أعمالهم على الروزنامة في فصل الشتاء. فما هي حقيقة المطبوخ الأرمني؟ وهل هو علم أم تبصير؟
يشير الكاتب والمؤرخ الأرمني، جورج أبليان، من بلدة عنجر البقاعية، إلى اهتمام الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية بتقلّبات الطقس إلى ما قبل القرن الثاني عشر الميلادي، وكان ذلك على يد الراهب «أوهانس»، وهو عالم فلك ورياضيات، في كيليكيا. عمل أوهانس على مراقبة تقلّبات الطقس، وربطها بحركات القمر والنجوم، والتبدلات الكونية. ويشرح أبليان الاستنتاجات التي وصل إليها هذا العلم فيقول: «مع مرور الوقت، تطور هذا العلم، وخلص إلى نتيجة مفادها، أن دورة الطقس الواحدة مدتها 33 عاماً، أي إن كل يوم يمر في السنة يشبه اليوم نفسه من 33عاماً. وهكذا، فإن العملية الحسابية لروزنامة الطقس عند الأرمن تستند إلى مراجعة أحوال الطقس منذ 33 عاماً، وتبني عليها توقعاتها في الأحوال الجوية».
ويضيف أبليان: «إن روزنامة 2008 قد صدرت، وهي باللغة الأرمنية، ونحن نعمل على ترجمتها إلى العربية وتوزيعها، إذ يكثُر الطلب عليها في هذا الفصل، لِما يتضمنه من تقلّبات دائمة ومفاجئة».
وتعتمد الدراسة الأرمنية للطقس على الشهر القمري، فتقسّم الشهر إلى أربع مراحل، تمتد كل مرحلة إلى سبعة أو ثمانية أيام، بحيث تسمى المرحلة الأولى « ولادة القمر»، والثانية «الربع الأول»، والمرحلة الثالثة «اكتمال القمر»، والأخيرة تسمى «الربع الأخير».
وتتضمن روزنامة هذا العام الكثير من العواصف والثلوج، وخصوصاً في كانون الثاني، وهو أول أشهر العام الجديد. ومن المتوقع أن يشهد في مرحلة «ولادة القمر» أمطاراً غزيرة ممزوجة بالثلوج، وتشهد مرحلتا الربع الأول واكتمال القمر برداً قارساً وعواصف شديدة.
أما الربع الأخير من الشهر القمري، فيشهد عواصف وثلوج. وفي ما يتعلق بمدى صدقية هذه الروزنامة، يقول أبليان: «إن الانحباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض اليوم، يؤثران بشكل كبير على تقلّبات الطقس، وهذا ما يفسّر إلى حدٍ كبير عدم تطابق التوقعات في الروزنامة مع الواقع. لكن رغم ذلك، تبقى نسبة صدقيتها 80 في المئة».
وتجدر الإشارة إلى أن دراسة علم الأحوال الجوية والطقس محصورة ضمن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في إنطلياس، التي تُعدّ المركز الرئيسي للأرمن خارج أرمينيا. ومن يهتم بدراسة الروزنامة الأرمنية للأحوال الجوية اليوم، هو المطران خورين دو غرومجيان،(مطران اليونان حالياً)، إلا أن مركزه في إنطلياس لبنان.