ثائر غندور
لم ينتظر السياسيون اللبنانيون وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وإيضاح تفاصيل المبادرة العربيّة، بل بدأوا بإصدار تعليقاتهم عليها. وجاء بيان باسم «مصدر في قوى 14 آذار» يتحدّث عن تشكيلة الحكومة في هذا الإطار. اللافت هو عدم تبنّي عدد من أعضاء 14 آذار لهذا البيان، الذي يُذكّر بلغة «المصادر» الشهيرة، أو ربما هو خوف من يريد تعطيل المبادرة من ذكر اسمه.
لكن وزير السياحة جو سركيس متفائل جداً هذه المرّة. فهو يرى أن إمكان نجاح المبادرة العربيّة يصل إلى 50%. يعتمد سركيس في تحليله على حدسه وشعوره أكثر من اعتماده على المعطيات. فهو يترك أمر شرح مضمون بيان وزراء الخارجيّة العرب إلى موسى، «لكنّنا فهمنا المبادرة على أساس تخلّي المعارضة عن الثلث المعطّل والأكثريّة عن الثلثين». كلام سركيس يأتي متطابقاً مع كلام «المصدر المسؤول» في 14 آذار، الذي لا يعرفه سركيس.
يرى سركيس أن على المعارضة أن تقبل بهذا الاقتراح، فالأكثريّة ما فتئت تتنازل، منذ تراجعها عن الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، ومن ثم التخلّي عن مرشّحيها للرئاسة، النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحّود، وموقفها الرافض لتعديل الدستور كي تقبل بالعماد ميشال سليمان، وها هي اليوم تتراجع عن حقها بالثلثين. لهذه الأسباب يرى سركيس وجوب موافقة المعارضة على المبادرة العربية. يُضاف إلى ذلك، بحسب سركيس أيضاً، موافقة سوريا على البيان، وبالتالي يبقى للمعارضة أن توافق عليه حفاظاً على مصلحة حلفائها السوريين، وعليهم قراءة الظروف الإقليميّة، «وإلّا فسيكونون أغبياء».
وينتظر وزير الإعلام غازي العريضي وصول موسى، لأن «أياً من الوزراء المشاركين في الاجتماع لم يتحدّث عن توزيع الحقائب». وهو يضع كلّ الكلام على هذه النقطة في باب التكهّنات. غير أن العريضي مقتنع بضرورة حصول التوافق بين الفريقين لأنه لا بديل منه، «وآن الآوان للخروج من النفق»، وخصوصاً أن الكلام السابق على وجود خلافات عربيّة ـــــ عربيّة تمنع حلّ الأزمة في لبنان، أصبح في حكم المنتهي بعد موافقة جميع الوزراء العرب على البيان الختامي.
كذلك، ينفي النائب في كتلة تيّار المستقبل محمد الحجّار معرفته بمن يقف وراء البيان الموقّع باسم قوى 14 آذار، كما أنه ينتظر مجيء موسى لمعرفة تفاصيل المبادرة التي يرى أنها لمصلحة جميع الأطراف اللبنانيين، الذين يجب أن يتحمّلوا مسؤوليتهم ولا يُعرقلوا. ويستغرب الحجّار حديث بعض المعارضين عن أنه لا علاقة لهم بالموقف السوري، ويتخوّف من أن تكون وسيلة تستخدمها سوريا لتعطيل الحلّ. وينتقد حديث البعض عن حكومة مؤلّفة من 10ـــــ10ـــــ10، لأنها تجاوز «للأكثرية والديموقراطية والانتخابات والبرلمان، ولنشكّل عندئذ مجلس طوائف تسمّي كل طائفة وزرائها».
ويتمنّى زميل الحجّار الوزير ميشال فرعون أن تنجح المبادرة العربيّة. ويعتقد أنه لا سبب يدعو لعدم نجاحها، إلّا أن «التجارب السابقة في موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي والمبادرة الفرنسيّة تجعلنا حذرين من العقبات التي يمكن أن تنشأ».