غربي بعلبك ـ رامح حمية
يخرج ماجد من صفه قاصداً «مزراب» سطح مدرسته «سيرة هنا»، بهدف غسل يديه من «الطبشور»، ولدى سؤاله عن السبب، يجيب بتلعثم وبراءة طفولية «ما في ماي بالمدرسة!»، ويستدرك «وكهربا كمان!».
إبن العشرة أعوام لم يقصد إهانة مدرسته الرسمية، والتي يدل اسمها على «الهناء والرفاه»، بل ذكر مشكلتين لم تلتفت إليهما وزارة التربية والتعليم العالي ، على رغم المطالب المزمنة التي باتت «مملّة» وغير ذي جدوى.
ومتوسطة «سيرة هنا» في مزارع بيت مشيك، من المدارس الرسمية التي أفرط بناؤها في التواضع حتى خلت من كل المواصفات والمعايير المطلوبة للمدرسة العادية، فالسقف «يدلف» مع أول زخة مطر، وتفتقر إلى الكهرباء والمياه والشروط الصحية داخل ما يسمى «قاعات التدريس». أمّا الملعب، فمرصوف بالحصى، وقد نبت الشوك بين زواياه، فيما يغيب الملعب الشتوي الذي يقي التلامذة أمطار الشتاء القاسي، ولا سيما أنّ مزرعة «سيرة هنا» ترتفع عن سطح البحر 1350م .
المربّي محمد زعيتر أوضح أن مجلس الإنماء والإعمار أنجز بناء المدرسة وسلّمه منذ عشر سنوات والتنفيذ «سيء جداً»، ويظهر ذلك من خلال الغرف التي تعاني النشّ، بحيث ترشح مياه الأمطار إلى الداخل. ولفت إلى أن التردي الحاصل ناجم من الإهمال المتعمّد من الدولة، الذي يتجلى بـ«عدم الرد على مطالبنا المتمثلة بتوصيل كابل كهرباء للمدرسة، علماً بأن المدرسة تبعد حوالى خمسة عشر متراً فقط عن أقرب عمود كهرباء وهو خارج الباحة الرئيسية، أمّا المياه، فنؤمّنها بشراء صهريج كل أسبوع». ولدى سؤاله عن بقية التجهيزات يجيب زعيتر ضاحكاً: «إذا كانت المستلزمات والمتطلبات الأساسية للمدرسة غير موجودة فكيف بالتجهيزات الأخرى من كومبيوترات ووسائل إيضاح سمعية وبصرية ومكتبات وملصقات خاصة بصفوف الروضات».
وبما أن التلامذة هم الضحيّة، أوضحت التلميذة في الصف الخامس الأساسي عشتروت أن مدرستها تعاني كثيراً النقص في الحاجات، ففي الأيام الماطرة لا تبرح وزملاءها الصف، لخلو المدرسة من ملعب شتوي يقيهم برودة الجوّ، «وأهلي اضطروا إلى تسجيلي في هذه المدرسة لعدم قدرتهم على تسجيلي في مدرسة خاصة».
يذكر أن مدرسة «سيرة هنا» تعتمد بشكل رئيسي على مجلس الأهل الذي يؤمّن لها بعض المستلزمات الضرورية مثال مادة المازوت الخاصة بالتدفئة وبعض القرطاسية بهدف المحافظة على بقائها واستمراريتها في ظل العجز لدى الأهالي عن التسجيل في المدارس الخاصة.