النبطية ـ كارولين صباح
لا يزال طلّاب المدرسة الفنّية الزراعيّة في النبطيّة وإدارتها ضيوفاً، يتنقّلون بين مبنى كشّافة الرسالة ودار المعلّمين، رغم مرور 10 سنواتٍ على تأسيسها


لم تفلح الجهود التي بدأها المعنيّون، منذ ثلاث سنوات، مع مجلس الجنوب لتشييد مبنى يضم أراضٍ زراعية ومزارع تسمح لطلّاب المدرسة الفنية الزراعية في النبطية بإجراء التمارين العمليّة الأساسيّة في الاختصاص، فالمبنى حيث توجد المدرسة حالياً هو طابق استُعير من دار المعلّمين، ولا يصلح بالتالي للاستعمال بسبب قدمه، وغياب التدفئة فيه وتسرّب مياه الأمطار إلى الغرف خلال فصل الشتاء. من جهة ثانية، يواجه الطلّاب مشكلة أخرى تتعلّق بالكادر التعليمي والتعاقد الوظيفي، حيث أُلغي بعض المواد بسببها، ومنها مادّة الصحّة العامة التي توقّفت منذ عامين لعدم وجود مدرّس.
وفي هذا الإطار، يشير مدير المدرسة، المهندس محمد يعقوب، إلى «أنّ المشكلة الأولى هي عدم وجود مبنى رسمي للمهنية، ما يخالف القانون الذي ينصّ على أنّ أي بناء يلحظ فيه مكان للمنامة وأراضٍ زراعية ومشاتل ومزارع لتربية الحيوانات، إضافة إلى تعاونية زراعية لتصريف إنتاج الطلاب الزراعي والحيواني». ويلفت يعقوب إلى «أنّ مختبر المدرسة مجهّز بمجسّمات ومعدّات، ولكن لا يمكن عرضها لعدم وجود أماكن لها». وما يزيد الطين بلّة أنّ الطلّاب يحتاجون إلى مبالغ إضافيّة لزيارة المشاتل والمزارع، إذ يؤكّد يعقوب «أنّه كان بالإمكان تلافي الكلفة المدفوعة على النقليات، لو أنّنا نملك أرضاً خاصة بنا، والطلّاب مضطرون إلى زيارة المشاتل في المنطقة لتعلّم كيفيّة التطعيم واستعمال سطح المبنى لتنفيذ بعض الدروس العملية».
على صعيد آخر، يطالب يعقوب الدولة بإقامة مراكز للإرشاد الزراعي في المناطق، لضرورة وجودها بالنسبة إلى المزارعين والمتخرّجين على حدٍّ سواء، مشيراً إلى «أنّه إذا وُجدت، فهي قابلة لاستيعاب أعدادٍ لا يستهان بها من المتخرّجين». وبانتظار التفاتة الدولة، يبقى حسين جابر، أحد المتخرّجين من المدرسة، في بيته عاطلاً عن العمل. حسين، الذي لم يجد عملاً ثابتاً إلى الآن، يبرّر سبب اختياره لدارسة الإشراف الزراعي بأنّه من بلدة يحمر الشقيف التي تعتمد على الزراعة بشكل أساسي. أمّا محمّد متيرك، من بلدة أرزاي، قضاء الزهراني، فتتمحور مشكلته حول طول المسافة، وصعوبة المواصلات، لذا يضطر أساتذته إلى تحديد ساعات الدراسة بحسب مزاج صاحب الباص. وما عدا ذلك، لا يواجه متيرك مشكلة بعد التخرّج، «فهي محلولة، لأنّ والدي، وهو مهندس زراعي، يملك مؤسسة في صور».