الحازمية ــبسام القنطار
«يحق لكل من بلغ سن السادسة عشرة المشاركة في العملية الانتخابية التي لا تخوّل المرشح فيها الوصول إلى السدة البرلمانية إلا بعد المرور في أربع دورات انتخابية، تبدأ في المحلة التي يعيش فيها، مروراً بالبلدية ثم المحافظة، قبل خوض الانتخابات على المستوى الوطني. كما أنه من غير المسموح القيام بدعايات انتخابية ضخمة للوصول إلى البرلمان الذي لا يخوّل الأعضاء فيه تقاضي أي أجر».
الفقرة الواردة أعلاه ليست مستقاة من أي مشروع قانون انتخابي، على كثرة المشاريع في لبنان، وهو غير متبنّى من الموالاة أو المعارضة على حد سواء. إنه توصيف مختصر للنظام الانتخابي في كوبا، عرضه السفير الكوبي داريو دي أورا تورينتي في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر السفارة في الحازمية، وذلك رداً على «الحملات الغربية الموجهة ضد النظام الديموقراطي وحقوق الإنسان في كوبا».
تورينتي وصف النموذج الانتخابي الكوبي بأنه «نتاج لخبراتنا الخاصة لمدة زمنية بلغت حوالى 130 عاماً، بدأت منذ حرب الاستقلال عن إسبانيا من خلال الجمعية الدستورية في غوايمارو».
وأضاف: «إنه نظام انتخابي خاص بنا ولم نستورده من أي مكان آخر، وقد تضمن تجاربنا المريرة من معاناتنا مع نظام الجمهورية المزيفة والديموقراطية التمثيلية، وحقبة التعددية الحزبية منذ عام 1902 وحتى عام 1958، التي لم تعط شعبنا سوى الفساد والابتزاز والأمية والفقر».
وعلل تورينتي وجود حزب واحد في كوبا باعتباره «الاستمرار التاريخي للحزب الثوري الذي أسسه زعيم استقلال كوبا، خوسيه مارتي، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، والحفاظ على السيادة الكاملة واستقلال كوبا ومنع ضمها إلى الولايات المتحدة. وما يزال الشعب الكوبي يتصدى للأطماع الأميركية في كوبا ومخططات الهيمنة على أرض الجزيرة من جانب الولايات المتحدة، من خلال إخضاعه للحصار الأطول زمناً في التاريخ، وعرقلة تطوره الطبيعي».
وأكد تورينتي أن 98،35% من الأشخاص الذين لديهم حق التصويت، قد مارسوا هذا الحق في انتخابات عام 1998. ويضم المجلس التشريعي الكوبي 609 أعضاء، على قاعدة عضو واحد لكل 20 ألف نسمة. وجميع الجمعيات البلدية ممثلة في البرلمان، استناداً إلى النظام الانتخابي. فالدائرة الانتخابية تشارك بفاعلية في التركيبة الانتخابية.
المؤتمر الصحافي كان مناسبة لتأكيد السفير الكوبي أن إعادة انتخاب فيدل كاسترو لمنصب رئيس الدولة، والتي من المقرر أن تجري بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية لم تحسم بعد، وأن كاسترو صرّح في مناسبات عديدة بأنه «ليس مرتبطاً بالمنصب»، وذلك في إشارة إلى وضعه الصحي الذي يمنعه عن القيام بمهماته، والتي يتولاها نائبه الأول، شقيقه راوول كاسترو.