تابعت الأجهزة الأمنية والقضائية أمس تحقيقاتها في التفجير الذي وقع في منطقة الكرنتينا أول من أمس، والمشتبه في استهدافه سيارة تابعة للسفارة الأميركية، وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 30.وبعد ظهر أمس، عُقِد اجتماع بين وفد من الادعاء العام اللبناني برئاسة القاضية جوسلين تابت وخبراء من الشرطة الفدرالية الأميركية لبحث سبل التعاون بين المحققين الأميركيين واللبنانيين. وحتى مساء أمس، لم تكن القوى الأمنية قد أوقفت أي مشتبه فيه جدي، باستثناء عدد من الأشخاص كانوا في مكان الحادث، وتبيّن فيما بعد أنهم ليسوا أكثر من فضوليين، فتُرِكوا بناءً على إشارة القضاء.
وفي إطار التحقيقات، علمت «الأخبار» أن الجهود الأمنية تركّزت على مسح لكاميرات المراقبة الخاصة المزروعة في أماكن قريبة من مكان التفجير، لمحاولة التعرّف إلى الأشخاص الذين أوقفوا السيارة التي يشتبه في أن العبوة المتفجرة كانت بداخلها في مكان التفجير. إضافة إلى ذلك، بيّنت التحقيقات الأولية أن السيارة من نوع هوندا رصاصية اللون. وبمراجعة السجلات، تبيّن للقوى الأمنية أنها مسروقة منذ شهر تشرين الأول 2007 من منطقة الدكوانة، وكان صاحبها قد أبلغ قوى الأمن الداخلي عن سرقتها في حينه.
ولا بد من الإشارة إلى أنه بعد محاولة اغتيال الوزير والنائب مروان حماده في الأول من تشرين الأول 2004، والتي نفّذت بسيارة كانت مسروقة قبل أكثر من 5 سنوات من استخدامها في التفجير، فإن أكثر السيارات المستخدمة في التفجيرات اللاحقة كانت مشتراة وليست مسروقة، والأخيرة سيارة الـBMW التي استخدمت في اغتيال اللواء فرنسوا الحاج، وقبلها السيارات المستخدمة في اغتيال النائب أنطوان غانم والنائب وليد عيدو والنائب جبران التويني، إضافة إلى الشاحنة التي استخدمت في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي ذكرت لجنة التحقيق الدولية أنها اشتريت من معرض في مدينة طرابلس. كما أن السيارة المستخدمة في تفجير سهل الخيام الذي استهدف الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل منتصف 2007، كانت قد بيعت في الجنوب. وأخيراً، أشار قرار صادر عن القضاء العسكري إلى أن السيارة المستخدمة في اغتيال القائدين في حركة الجهاد الإسلامي محمود ونضال المجذوب اشتراها أحد عملاء الاستخبارات الإسرائيلية من منطقة الضبية مستخدماً أوراقاً ثبوتية مزورة.
(الأخبار)