فداء عيتاني
لا يمكن اتهام أحد بإغفال صوت علماء الدين أو رجالاته، فها هو أهم زعماء المعارضة يضع على رأسه العمامة السوداء، إلا أن المشكلة في الحذاء الذي ينتعله رجل الدين، وفي اتجاه الخطوات التي يخطوها، وفي اليد التي يلثمها أو الشفاه التي تلثم يده، وفي توجيهنا نحو الصداقات الدولية، التي نعرف ما نالنا منها منذ عام 1958 وصولاً إلى عام 1983، وإلى يومنا الحالي.
ليست المشكلة أن نسمع صوت عالم الدين أو مواقفه، إلّا أن محاولته إبقاءنا في حظيرة ومعاملتنا حرفياً كرعية تكاد تتناحر مع رعية أخرى تؤدّي بنا إلى نهايات ذقنا مُرّها. وما الحملة على خروج طائفة على الحكم سوى تهويل بالمستحيل، وخاصة في نظام للطوائف توزّع فيه المناصب بنسب قد لا ترضي الجميع إلا أنها تشملهم كلهم.
ألا يحق للمرجع الروحي أن يكون له رأي وموقف؟ نعم طبعاً، فهو مواطن، ولكن إن كان يقف على رأس الإقطاع، أو كان يأكل حصراً من خبز السلطان فأي رأي وأي موقف سيكون؟
إذا كان الآكل من خبز السلطان يضرب بسيفه، فبماذا سيقاتلنا من يتنقّل بمواكب السلاطين؟