فداء عيتاني
يعيش النظام اللبناني فشلاً كلياً، لا ينفع معه تبادل الاتهامات، ومنها التبعيّة والعمالة. وكل ما في الأمر أن النظام هو أضعف من إدارة ذاته تلقائياً، وأوهن من أن يتجدد سلمياً دون إدخال مواطنيه كل عقد أو أكثر قليلاً في أنفاق الحروب والصراعات على الموقع والدور في الحكم والإدارة العامة للبلاد. ومع استمرار هذا الفشل، ينعكس الموقف العام من الانتماء، ويلتزم الأطراف اللبنانيون الصيغة التي نشأت قبل انهيار السلطنة العثمانية، سقى الله أيامها، حيث تتبع كل فئة من المواطنين جهة خارجية طوعاً وتطوعاً، وتلتزم برامج أعمالها، لا بل يصل بعض الطوائف إلى تمنّي التحول إلى جاليات أجنبية.
وفي هذه الأثناء نشغل العرب، الذين هم في الأساس لا عمل جدّياً لهم ولا يطيقون التفرغ لعمل جدّي منتج. وإذا كان العرب قد أعادوا إنتاج نظامنا في نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، فإنهم اليوم أعجز من إعادة الإنتاج هذه، أضف أنهم حتماً لن يسلّموا النظام اللبناني اليوم مجدداً إلى سوريا لتديره وفق مصالحها، كما سبق أن حصل. واليوم، الدول العربية التي تتغنى بضرورة الوحدة في لبنان وضرورة اعتماد الخيار الديموقراطي، لا تنظر إلى ما يحصل في غزة كل ساعة. ومجدداً سنصل إلى تفسير الفشل اللبناني في النظام بالتوجه نحو القضية العربية الأولى، أي الجرح الفلسطيني المفتوح. فمن سيجرؤ على المطالبة بسلاح المقاومة إذا أرادت تخفيف الضغط عن غزة؟ أمين الجميّل؟