strong>وصّف الأشلاء وأعاد التذكير بحرب «تغيير مسار المعركة ومصير المنطقة»
رسائل عديدة أراد حزب الله إيصالها في المسيرة العاشورائية التي حوّلت الضاحية الجنوبية لبيروت إلى بحر بشري وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.
الرسالة الأولى: مشاركة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في المسيرة، مخالفاً كل التوقعات، التي لم تحتمل مشاركته هذا العام. وقد فاجأ نصر الله الحشود عندما اخترق صفوفهم في وسط اوتوستراد السيد هادي حيث مشى لمسافة طويلة قبل أن يختفي ليظهر مجدداً في ملعب الراية في صفير. ولقد زاد ظهوره المفاجئ بين الحشود من حماستها وإعلاء صوتها هتافاً بحياته وباسمه.
الرسالة الثانية كانت في المشاركة الحاشدة التي فاقت كل التوقعات وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة، شارك فيها أكثر من 5000 آلاف رجل وامرأة من وحدات الحماية والانضباط الذين أشرفوا على المسيرة التي سارت مسافة 2900 متر قبل أن تصل إلى ملعب الراية.
خطاب السيد نصر الله الذي ألقاه مباشرة أمام الجماهير المحتشدة في منطقة صفير حمل معطيات «نارية» تتعلق بحيازة حزب الله «أشلاء (...) عدد كبير» من الجنود الإسرائيليين جمعت خلال حرب تموز 2006. وقال نصر الله: «لا أتحدث عن أشلاء عادية (...) الجيش الإسرائيلي ترك أشلاء لعدد كبير من جنوده». وأضاف: «لدينا رؤوس وأيد وأرجل، ولدينا جثة شبه مكتملة الرأس وحتى وسط البدن»، مضيفاً «ماذا قال الجيش لعائلة هذا الجندي».
وتوجّه إلى الإسرائيليين بقوله «أيها الصهاينة، جيشكم يكذب عليكم ويقول إنه لا يترك وراءه أجساد قتلاه. أقول لكم: ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا».
وهدد نصر الله بالرد على اختطاف إسرائيليين مدنيين من الجنوب، والتحقيق معهم لساعات قبل الإفراج عنهم، في إشارة إلى حوادث الخطف التي سجل اثنان منها منذ مطلع هذا العام.
وقال «الخروق الإسرائيلية غير الجوية مثل اختطاف مواطنين لساعات ثم إطلاق سراحهم كادت تتحول عادية»، مضيفاً «نحذرهم. الاعتداء على المدنيين إذلال للوطن والشعب ولا يجوز السكوت».
وقلل نصر الله من أهمية ما يتردد عن تهديدات إسرائيلية بحرب جديدة على لبنان. وقال «لا أعتقد أنهم حاضراً يملكون قيادات سياسية وعسكرية أو جيشاً مؤهلاً»، مضيفاً «مع ذلك لا نترك باباً للمفاجأة». وجدد التأكيد على «جهوزية» المقاومة للرد على إسرائيل.
وقال «لو شنت إسرائيل حرباً جديدة على لبنان، فإننا نعدهم بحرب تغير مسار المعركة ومصير المنطقة بأكملها». ورغم أن نصر الله رفض الدخول «في مفاوضات مع العدو حول الأسرى من خلال وسائل الإعلام» إلا أنه أكد التزامه «باستعادة كل الأسرى إلى أهلهم وديارهم». واتهم الجانب الإسرائيلي بالمماطلة «لأنه هزيل ولا يستطيع أن يقدم الأثمان الإنسانية الطبيعية».
وفي شأن الأزمة الداخلية، انتقد السيد نصر الله بطريقة ضمنية ما اعتبره انحيازاً عربياً للأكثرية، مستنكراً جولة الرئيس الأميركي جورج بوش الأخيرة في المنطقة، ومشدداً على أن إيران ليست «عدو» العرب.
ورأى نصر الله أن العرب منحازون إلى الأكثرية، مجدداً التمسك بثوابت المعارضة، وأبرزها «الشراكة الحقيقية» أي الثلث المعطل في الحكومة المقبلة. وقال «أستغرب كيف يتحدث المسؤولون العرب عن الأكثرية والأقلية الشعبية والديموقراطية» في لبنان، مضيفاً «أنظمتهم لا تعرف لا الأكثرية ولا الأقلية ولا الديموقراطية».
وأشار إلى أن مقياس جدية الوساطة العربية يكون بعملها «ليل نهار لإنجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على الشراكة، لا على أساس الضغط على فريق من أجل أن يستسلم ويعترف باستئثار فريق آخر لإدارة البلاد».
بالمقابل، جدد نصر الله ترحيبه بالمبادرة العربية، وقال «رحبنا بها وأجدد الترحيب»، معرباً عن أمله «أن تصل إلى النتائج المطلوبة».
واتهم نصر الله الأكثرية بالسعي لتدويل الأزمة، وذكّرها بالقرار 1559 الذي صدر عام 2004 وما زال حبراً على ورق، وخصوصاً بالنسبة للبند الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (الفلسطينيون).
وقال «إذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة أو تراجعها أو تخليها عن حقها وأهدافها فأنتم واهمون. من يرد أن يدفع بالأزمة إلى التدويل فلير مصير القرار 1559».
وأضاف نصرالله: «المعارضة ستتحمل مسؤوليتها واقول لكم بصراحة لن نختبئ خلف المطالب المعيشية والاجتماعية كما يضنون، لم نختبئ لا خلف رغيف الخبز الذي بات يشبه رغيف الخبز ولن نختبئ خلف انقطاع الكهرباء والتمييز الكهربائي بين المناطق وهم يضنون ان بعض التحركات التي تحصل هنا وهناك هي بخلفية سياسية . المعارضة تملك شجاعة ان تتحرك تحت العنوان السياسي الواضح والهدف السياسي الواضح ولن نختبئ لا خلف جوع الناس ولا خلف عطشهم» .
(الأخبار)