ديما شريف
مفهوم المواطنية، مناهضة العنف والتعذيب، رفض الطائفية والقبلية، التسامح، السلم الأهلي، موضوعات يطرحها مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب في مسابقة رسم ونثر موجهة إلى تلامذة المدارس تحت عنوان: «ارسم حقوقك». المشروع المموّل من الاتحاد الأوروربي، يهدف إلى تنشئة جديدة في المدارس قد تساعد على تصحيح الأخطاء المرتكبة في المنازل، ويأتي ضمن إطار المبادرة الأوروبية للديموقراطية وحقوق الإنسان.
المتحدثة باسم المركز آمال خليل أوضحت أن المشروع هو خطوة أولى ستتبعها نشاطات عدة، والاعتماد الأكبر الآن هو على تجاوب المدارس وإداراتها مع المشروع. وكان مسؤولو المركز قد عرضوا المشروع على وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني الذي رحب بالفكرة، وأصدر تعميماً إلى المدارس الخاصة والرسمية للتعاون مع المركز لإنجاح مبادرته. وقام مندوبو المركز بجولة على مدارس عدة في المحافظات الخمس في الأسابيع الثلاثة الماضية، ولاقوا تجاوباً من بعض المدارس، فيما طلب بعض الإدارات إمهاله وقتاً للرد. والجولة راعت التوزيع المناطقي، ومستوى وخصوصيات المدارس، بين الرسمية والخاصة والإرساليات الأجنبية. ويأمل المنظّمون أن تتجاوب بعض المدارس وتسمح لهم بحضور ساعات فنون أو تربية مدنية ليشاركوا في تفسير أهداف المشروع للتلامذة.
ولدى المدارس حتى نهاية شباط لتسليم المواد، حيث ستُدرس من جانب لجنة مؤلفة من تربويين، رسامين، وشعراء، مع التركيز على معلّمي مواد التربية والفنون من المدارس المشاركة، إذا أمكن. وفي نهاية شهر آذار، ستُنشر الرسوم والمقالات النثرية في كتاب يُطلق في احتفال تعلن فيه أسماء الفائزين.
وأوضحت خليل أن تلامذة المدارس «مشبعون بالأجواء المحمومة التي يمر بها البلد، وينقلون ما يتربّون عليه في البيت إلى المدرسة». وأضافت أن كتب التربية الوطنية لا تقوم بواجبها في ترسيخ التنشئة السليمة، والأساتذة ليسوا بمنأى عن التجاذبات الموجودة في الساحة السياسية. وهنا تأتي أهمية المسابقة لتنقل ما يعيشه التلاميذ ويفكرون فيه.
وناشدت خليل «جميع المؤسسات التربوية التعاون لإنجاح المسابقة، لتكون صرخة وطنية من أجل نبذ القبلية والطائفية». وأشارت إلى أن «المسابقة هي دعوة لإعادة رسم لبنان الجديد، المؤمن بالاختلاف، والمساواة، والكرامة الإنسانية، والعدالة، واحترام حقوق الطفل والمرأة والإنسان».