صيدا ـ سوزان هاشم
لم يخل افتتاح معرض «الفكر والشهادة» للكتاب في كلية الحقوق ـــ الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية، من الاستفزازات المتبادلة بين طلّاب التعبئة التربوية في حزب الله وطلّاب حركة أمّل، أو ما يُسمّى أعضاء مجلس طلّاب الفرع الذي تسيطر عليه الحركة. فالمعرض الذي كان من المفترض أن يكون مشتركاً بين التعبئة ومجلس الفرع، اقتصر على التعبئة، ما دفع رئيس المجلس حسين غزلة إلى التعليق على ما جرى ساخراً: «الإخوان بالحزب كفّوا ووفّوا، وما كان في داعي للمساعدة». أمّا السبب الذي تناقله الطلّاب فاختلف عما قاله غزلة. فهؤلاء يعرفون أنّ خلافات «الحزب» و«الحركة» ليست جديدة، وأنّ طلّاب التعبئة مستاؤون من سيطرة «الحركة» على القرارات في الجامعة، ومن الانتخابات الأخيرة أيضاً، وخصوصاً من «طبخة البحص» بين «أمل» و«تيّار المستقبل»، التي لعبت دورها في تعزيز الاستفزازات. وخلال المعرض، حصل بعض الاستفزازات، حيث قام طلّاب «أمل» بتعليق صورة كبيرة لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ورفعوا الأعلام قبل حفل الافتتاح في الملعب، حيث يُقام، إضافة إلى عمليات التشويش على الكلمات التي ألقاها المنظّمون، من خلال إطلاق الهتافات. هكذا، وعلى وقع الاستفزازات، بدأ الحفل بنشيد حزب الله، بعدها ألقى معاون المجلس التنفيذي في حزب الله، الدكتور بلال نعيم، كلمة تطرق فيها إلى الأوضاع العامّة في فلسطين، ولا سيّما في غزّة، داعياً اللبنانيين والطلّاب «إلى التضامن من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني».
من جهته، دعا غزلة إلى بناء وطن من خلال السيف والقلم، متسائلاً: «أين السيف الذي تريدون أن نحرّر فيه الأرض ونستعيد حرية أسرانا؟ وإننا إذ نؤكد دعوة الأخ بري إلى الالتفاف حول الجيش والمقاومة ... نطالب بأن نكون جميعاً شركاء في هذا الوطن أو شهداء كي لا نبكي كالنساء وطناً لم نحافظ عليه كالرجال».
وبالنسبة إلى محتويات المعرض، فقد خصّ المنظّمون شهداء الوعد الصادق، من طلّاب الفرع الخامس في الجامعة اللبنانيّة بجناحٍ فيه. أمّا الكتب المعروضة، فكانت متنوّعة، ما بين الشعر والأدب والعلوم والدين والأخلاق، فيما كان للمنشورات السياسيّة مكان خاص. ولفت أحد المنظّمين، علي الصبّاغ، إلى أنّ المعرض يراعي حاجات الطلّاب وظروفهم، إذ إنّ معظم الكتب فيه بسعر الكلفة.