فداء عيتاني
ليست المشكلة أن بعض سياسيينا انفضحوا اليوم بأنهم عملاء للخارج، سواء أكان هذا الخارج الولايات المتحدة وإسرائيل، أم سوريا، فللتبعية في لبنان فلسفة أخرى، يمكنك الاستماع إلى منظرين لها ولضرورتها في جلسات هادئة، وأعصاب باردة، وإرادة واعية. فهم يشيرون إلى ماضي التعامل مع إسرائيل في مجالسهم، بصفة هذا التعامل تحالفاً كامل المواصفات، كما أن الصداقة مع الأميركيين مكرسة رسمياً في النظام اللبناني، ولم تتراجع قيد أنملة على اختلاف العهود، بل لطالما كانت زينة الحاكم لدينا.
وليست مشكلة أن حلفاء سوريا في لبنان، من أولئك الذين أجادوا استخدام التقارير المخابراتية وأصحاب الخطوط الجميلة، انفضحوا اليوم أمام العامة وباتوا عراة بعدما نكلوا بإخوتهم اللبنانيين طويلاً.
المشكلة أن ثمة قوى نحترمها حاولت إقناعنا في أزمنة الانتخابات بأن التحالف مع عملاء الغرب خاصة والعملاء الإسرائيليين السابقين، من ضرورات المرحلة التي يمكنها التأسيس لوطن حقيقي.. طبعاً كل ذلك من العبث.