نادر فوز
انضمّت المبادرة العربية التي حملها الأمين العام للجامعة، عمرو موسى، إلى سابقاتها في درج التعطيل الداخلي، فيما تستمرّ الأزمة اللبنانية في ظلّ التصعيد الكلامي بين طرفي المواجهة. ويبقى على عاتق المعارضة اليوم تحديد وجهة هذه الأزمة، بينما تقف قوى الموالاة على برّ المواقف العربية والأجنبية على أمل إمكان استصدار قرارات جديدة تضغط أكثر على الطرف الآخر. ومن الاقتراحات التي تحدثت عنها المعارضة، تنظيم تحرك شعبي رافض لسياسات الحكومة الاقتصادية والمطالبة بالشراكة السياسية، إلا أنّ مهلة الأيام العشرة التي أعطاها السيّد حسن نصر الله انتهت، كما انقضت اللقاءات حول المبادرة العربية، فعاد الحديث عن الخطوة المعارضة المنوي تنفيذها.
مثّلت المبادرة العربية موقف كل من السعودية ومصر بحسب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، فـ «لم يحمل موسى أي اقتراح توافقي جديد، وما قدمه من حلّ سقط بين المعارضة والموالاة منذ أشهر». وقال وهاب إن «على المعارضة الخروج من هذه السخافات» على اعتبار أنّ تحديد عدد الحقائب الوزارية نسبةً للتمثيل النيابي لا يطبّق إلا على الأكثرية التي ترفض إعطاء المعارضة حقّها الطبيعي في التمثيل. وأضاف وهاب أنه يجدر بالمعارضة التخلي عن مطلب المشاركة كما تنصّ الصيغة الوطنية ولعب دورها خارج السلطة.
وعن أوضاع تيّار التوحيد في منطقة الجبل المحصّنة جنبلاطياً، وصف وهاب حالة الاشتراكي بـ«المستكين»، مشيراً إلى أنّ الجنبلاطيين تخلّوا عن سياسة مضايقة التوحيديين، فأوكلوا هذه المهمة إلى القوى الأمنية وبعض «المخبرين الصادقين». ولفت وهاب إلى توقيف عدد من أنصار التوحيد لأيام، بناءً على «كتاب معلومات ودون أي مسوّغ قانوني». وأكّد استعداد تياره للتحرك مع المعارضة، مشيراً إلى أنّ التحرك «سيكون مركزياً في بيروت الكبرى»، إلا أنّ التشاروات ما زالت قائمة، والآلية النهائية لم تبتّ بعد.
ويقول متابعون للوضع السياسي في الشوف والجبل إنّ شعبية الحزب الاشتراكي إلى تراجع «وسط جوّ من الإحباط والخوف يلفّ عناصره من الحالة السياسية والأمنية المتوترة». ويرجع المتابعون هذا التراجع إلى النشاط الذي يقوم به تيّار التوحيد وعودة حركة الحزب القومي في هذه المناطق في ظلّ حالة مستقرة للحزب الديموقراطي اللبناني بزعامة الأمير طلال أرسلان.
وبالعودة إلى فشل المبادرة العربية، يؤكد رئيس بلدية صيدا، عبد الرحمن البزري، أنّ السياسة الأميركية المتّبعة في المنطقة أدّت إلى سقوط المبادرة العربية «رغم الإيجابية التي أبدتها الأطراف، وخاصة المعارضة». إضافةً إلى زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، يقول البزري إنّ إفراط الدعم الأميركي للرئيس السنيورة وحكومته والانحياز العربي وتعنّت الأكثرية «ورهانها على تبدلات إقليمية»، عوامل أسهمت في تعطيل المبادرة. كما وصف البزري المبادرة بأنها «بلا عضلات ولا أنياب» وذلك عمداً «حتى لا تفجّر الوضع العربي». وأكد البزري أنّ قوى المعارضة، رغم علاقتها ببعض الأنظمة العربية والإقليمية، تملك قرارها» وترفض أن تكون أدوات للفساد الذي أدخل البلاد في دوامة الديون الفاحشة».
أما عن تحرك المعارضة، فيقول البزري إنّ صيدا «أظهرت قدرتها على التحرك خلال التحرك الأخير للمعارضة»، مع القوى المعارضة الصيداوية مشاركة في القرار والتنفيذ، مشيراً إلى حرص هذه القوى على السلم الأهلي ومصالح المنطقة وتركيبتها الخاصة، فـ»لطالما كانت صيدا بوابة الجنوب وممّراً آمناً للمقاومة». وأعلن البزري أن خطوة ذات صيغة إنسانية ـ اجتماعية وسياسية «يمكن أن تعلن قريباً».