باريس ـ بسّام الطيارة
«إن فرنسا لن تترك لبنان أبداً»، هي العبارة التي تختصر ما بات يردّده معظم العاملين على الموضوع اللبناني في باريس، وهو ما قاله الناطق الرسمي للإليزيه دايفيد مارتينو في نهاية جوابه عن سؤال حول لبنان في مؤتمره الصحافي الاسبوعي بعد ما باشر ترداد «إن فرنسا تعمل على إيجاد حل» مرتين قبل أن يشير إلى «وجود معارضة دائمة» لمسار الحل من دون تسمية هذه الجهة.
وأضاف إن باريس أخذت علماً بالتأجيل الجديد لعملية انتخاب الرئيس والتاريخ الجديد الذي اتفق عليه الأفرقاء اللبنانيون متمنياً أن يُحترم هذا التاريخ، ومعيداً التذكير بخطة الجامعة العربية ونقاطها الثلاث وقال «حان الوقت كي تنتهي هذه الأزمة اللبنانية التي طالت».
ونوّه مارتينو بالتقدم الذي حصل في الفترة الأخيرة مشيراً إلى محادثات الأفرقاء المباشرة التي حصلت أخيراً، وهو ما رأى فيه عاملاً مشجعاً لباريس على مواصلة جهودها. وأعلن مارتينو، في تناقض تام مع ما كان قد ردّده وزير الخارجية برنار كوشنير، «التمسك بالمبادرة العربية» بعد ما قال إنه، «حسب معرفتي، لا مرشح آخر غير الجنرال (ميشال) سليمان».
وعن العلاقات مع سوريا أشار مارتينو إلى «وضوح ما قاله الرئيس خلال زيارته للقاهرة» ولخص الرسالة بجملة بسيطة مفادها «الآن نريد أفعالاً»، وبعد ما ذكر بما فعلت فرنسا بلا كلل لتقريب وجهات نظر القوى الفاعلة في المنطقة مذكراً بـ«المهاتفات الثلاث» بين ساركوزي والرئيس السوري، قال «إننا لم نبلغ أول أهدافنا التي وضعناها نصب أعيننا: وهي انتخاب رئيس توافقي» قبل أن يستدرك «وهو في لبنان الجنرال (سليمان)».
ورغم التسريبات عن «تواصل مستمر بين بعض المكلفين الملف اللبناني في الإليزيه ودمشق» أعاد مارتينو التوضيح أن الرئيس الفرنسي طلب وقف «كل تواصل مباشر بين الإليزيه ودمشق» مشدداً على أن هذا «لا يمنعنا من التواصل مع سوريا» معيداً تكرار «أن مؤسسة الإليزيه لن تتواصل مع دمشق».
ورفض تأكيد خبر استقبال العاملين في الإليزيه على الملف اللبناني وفداً سياسياً ينتمي إلى تيار الجنرال ميشال عون بحجة «عدم معرفته بالأمر». كما رفض تأكيد ما شاع من أن رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني حمل لائحة تتضمّن «أسماءً وفاقية جديدة» وقال إنه «لا يستطيع تأكيد أو نفي أي شيء حصل بين الرئيس وضيفه لأنهما انفردا» خلال لقائها.
وتبدو باريس في حالة ترقب في انتظار بيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الاجتماع العربي يوم 27 الجاري، رغم تأكيد مصادر مطلعة أن هناك شيئاً ما تستعد باريس لإطلاقه، وتعترف هذه المصادر بمرحلة «تردد وتذبذب» أصابت مسارها عندما تحركت الجامعة العربية.