نادر فوز
زادت حوادث الشياح ـ عين الرمانة النقمة على المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان بعد اتهام عدد من عناصر الجيش بالتقاعس عن القيام بواجب حماية سلامة المعارضين لسياسة الحكومة مما أدى إلى سقوط ستة شهداء من المدنيين. ولئن كان أركان المعارضة لا يزالون يحافظون على رباطة جأشهم، فالوضع في شوارع الشياح لم يهدأ بعد، ووصل الأمر إلى الموقع الالكتروني «فيس بوك» حيث ظهرت مجموعات بعناوين مختلفة منها من يطالب بمقاطعة بعض وسائل الإعلام التي تشجّع على الفتنة أو باستقالة قائد الجيش، إضافةً إلى مجموعات تهجّمت على مذاهب وطوائف ومناطق ذات لون معيّن.
ولم تنجح زيارة قائد الجيش العماد سليمان إلى عين التينة لتقديمه التعازي للرئيس نبيه بري والتعهد بفتح تحقيق «جدي وسريع» لكشف ملابسات حوادث مار مخايل، في تهدئة الأوضاع، كما تقول إحدى الشخصيات المعارضة المطّلعة، مشيرةً إلى أنّ «موقف المعارضة من سليمان كرئيس توافقي مرهون بنتائج التحقيق الذي سنتابعه عن كثب».
ووصف أحد أعضاء المجلس السياسي في حزب الله العلاقة الحالية بالعماد سليمان بـ«الجيّدة» مؤكداً «وجود تساؤلات كبيرة عن مسؤولية الجيش في حفظ الأمن والدور المفترض أن يقوم به في منع اندلاع فتنة». وتساءل المسؤول في الحزب، عما إذا كان ثمة تواطؤ بين عناصر الجيش وبعض الأطراف، مطالباًَ بأنّ يقدّم التحقيق الذي وعد به سليمان أسماء الفاعلين وانتماءاتهم السياسية وما إذا كانوا عناصر من الجيش. وفي ما يتعلق بزيارة قائد الجيش إلى عين التينة، أكّد المسؤول أنّ حديث سليمان اقتصر على تقديم التعزية وتأكيد العزم على إجراء تحقيق جدي «دون أن يقدّم أي اعتذار».
وفي المقابل، رفض العديد من أعضاء كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير التعليق على ما إذا كانت المعارضة مستمرة في دعمها للعماد سليمان مرشحاً رئاسياً توافقياً، كما تفادى أحد مسؤولي حزب الله الحديث عن الأمر قائلاً: «لا أريد أن الدخول هذه القضية السياسية، تفادياً للانزلاق في الكلام».
أما المسؤول في التيار الوطني الحرّ سيمون أبي رميا فأكدّ أنّ التيار طالب بتحقيق سريع لكشف الملابسات، وأنّ «إطلاق النار عشوائياً أمر مرفوض»، كما لفت إلى ضرورة تحمّل القوى الأمنية لمسؤولياتها ومحاسبة المسؤولين عن كل خطأ.
وفي الترجمة السياسة لحوادث مار مخايل وتأثيرها على موقف المعارضة من سليمان، دعا أبي رميا إلى «عدم التسرّع وانتظار الأيام المقبلة»، مختصراً: «لا نزال حتى الساعة في الجوّ التوافقي عينه». وقالت مصادر في التيار الوطني الحر إنّ موقف المعارضة من سليمان هو إلى تراجع، إلا «أنّ الإعلان عن هذا الأمر يتطلّب بعض الوقت لحساسية الوضع ولانتظار نتائج التحقيقات التي وعد بها قائد الجيش».