غسان سعود
كلام كثير قيل أمس في منطقتي عين الرمانة والشياح عن تراجع الود بين أبناء المنطقتين منذ 6 شباط 2006، تاريخ توقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ونبش المواطنون من ذاكرتهم أحداثاً ظنَّ الجميع أن وثيقة مار مخايل طوت صفحتها. فيما انتهت معظم الشائعات في عين الرمانة إلى خلاصتين، أولاهما اعتبار ما حصل صفعة لتحالف التيار والحزب، وثانيتهما أن «وحدها القوات اللبنانية تحمي الشرقيّة».
صفعة وإثبات يعدّهما التيار خلفيّة أساسية لحوادث أول من أمس، التي يصفها أحد مسؤوليه بالكمين المحكم الذي جرى توريط الجيش فيه ضد وثيقة التفاهم، التي عجز الموالون عن هزّها أو استثمارها لإضعاف التيار شعبياً.
ويرى المسؤول العوني أن الاشتباه في قوى السلطة أمر طبيعي، فيما المطلوب من الجيش أن يبعد الشبهات عن نفسه عبر تقديم أجوبة واضحة عن أسباب الانسحاب المفاجئ لوحداته المتمركزة على طول خط صيدا القديم من مناطق التماس الشيعية ــــ المسيحية، مسهّلاً مخطط أصحاب الفتنة الهادف إلى دفع أبناء المنطقتين نحو المواجهة، إضافة إلى ضرورة شرح سر الاغتيال المفاجئ لأشخاص محددين مكلّفين التنسيق بين أحزاب المنطقة والجيش.
وأشار المسؤول العوني إلى أن الحوادث الأخيرة أظهرت تجاهل مديرية المخابرات المعطيات التي نقلها إليها مسؤولون عونيون، منذ منتصف آب الماضي، عن انتشار مسلّح على خط صيدا القديم، بين الطيونة والحدث، من جهة عين الرمانة في انتظار ما يشتبه في أنه اللحظة صفر لافتعال حوادث مسيحية ــــ شيعية. ويستغرب المسؤول العوني اندفاعة الجيش إلى قمع المتظاهرين العزّل دون الالتفات صوب القناصة، لافتاً إلى أن ضرورة تحمل الجيش مسؤوليته على صعيد توتر العلاقة بين منطقتي عين الرمانة والشياح عبر تسمية الأشياء بأسمائها، الأمر الذي يثني عليه عضو المجلس السياسي لحزب الله، غالب أبو زينب، الذي يؤكد أن حوادث أول من أمس لم تمس التفاهم الشعبي العريض بين أنصار التيار والحزب، مطالباً الجيش بتقديم أجوبة صريحة عن الجريمة الواضحة، فيرفع مسؤولية الدم عن نفسه بتقديم الجناة الحقيقيين. ويؤكد أبو زينب أن المحتجين «لم يتجهوا صوب عين الرمانة بصفتها الطائفية، بل سعوا وراء القواتيين الذين اختبأوا بين مباني هذه المنطقة».
فيما يرى المسؤول العوني، جورج حداد، أن ما حصل كان «خطة شيطانية حاولت تقطيع الأوصال الشعبية للتفاهم، والضغط مسيحياً على التيار». غير أن نجاح العونيين في حصر تحرك المحتجين في منطقتي الحدث وكفرشيما، والتصرف الواعي لعونيي عين الرمانة أحبطا النيّات المبيّتة، وفق حداد، الذي يؤكد أن نضج المواطنين سياسياً يجعلهم يميّزون بين البطولات المركبة التي يدّعيها البعض والأخرى الحقيقية، وآخرها أول من أمس، تقديم حزب الله على حدود عين الرمانة شهيدين كانا يتصديان ببطولة لمحاولة البعض اقتحام المنطقة والمس بكرامة أهلها، وهم في غالبيتهم عونيون.