فداء عيتاني
إهانتان وجّههما الرئيس فؤاد السنيورة في يوم واحد، أصابتا كل المواطنين من العامة: الإهانة الأولى حين شرح لصحيفة «عكاظ» ما جرى قائلاً إن هناك من دفع «صبية» الى الشارع ثم تخلّى عنهم، والإهانة الثانية كانت في بيان أسف ولوعة على من قُتل في الضاحية قائلاً «مصاب أهالي الشهداء هو مصابي» و«الذين استشهدوا هم أبنائي وأشقائي» وأنه شعر بالغصة عند متابعته عبر وسائل الإعلام لحزن أهالي الضحايا. إهانتان في يوم واحد، وهو من أهان نصف شعبه الذي سبق أن طالبه بالرحيل، وهو من يتذكر حتماً الأسباب الفعلية التي تمنع اليوم المواطنين من الحصول على الخدمات الأولية التي تحتكرها الدولة، من الكهرباء والمياه وصولاً الى الأمن الداخلي والحدودي.
إهانة أخرى يمكن تسجيلها هي أن رئيس الحكومة يستغبي شعبه الى هذا الحد، وإهانة أخرى كذلك يمكن إيرادها لمن رأى أن ما حصل «إساءة في التعامل مع المعتصمين». فما حصل ليس أقل من جريمة. ويتحمّل مسوؤليتها الجميع. ولكن دم الفقراء رخيص في غياب من يمثّل مصالحهم.