عفيف دياب
لم يعد خافياً أن حظوظ قائد الجيش العماد ميشال سليمان في الوصول إلى الرئاسة الأولى قد أخذت في الانخفاض «ما لم تحصل تطورات سياسية محلية تعيد تعويمه» على قول شخصيات في المعارضة وجدت في «تورط» الجيش اللبناني في حوداث الأحد الماضي في الشياح ـــــ مار مخايل وسقوط شهداء وجرحى واقعة سياسية ـــــ أمنية غيّمت على تقديم العماد سليمان مرشحاً توافقياً.
ويقول معارض إن «شكوكاً كانت قبل ذلك قد حامت حول التزامات سياسية وأمنية قيل إن سليمان يمكن أن يكون قد قدمها محلياً وخارجياً، أقلقت الحكم السوري وبعض قوى المعارضة في لبنان، وجاءت حوادث الشياح لتعزز الهواجس».
ويوضح أن اتصال سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد «انتهى مفعوله السياسي مع الرصاصة الأولى التي أُطلقت لمواجهة احتجاج الشياح، وتبديد هواجسنا في المعارضة يكون بإعلان النتائج الحقيقية للتحقيق الذي يجريه الجيش».
ويستطرد المعارض بقوله إن «وصول العماد سليمان إلى رئاسة الجمهورية أصبح مرهوناً أيضاً بنتائج التحقيق وما سيفعله، إضافة إلى ضمانات أخرى تبدأ بتلبية شرط المعارضة بالتوزيع العادل والمتساوي للمقاعد الوزارية في الحكومة».
ويضيف أن نجاح مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المقبلة «يبدأ باعتماد تفسيرنا للمبادرة العربية»، «لكن قبل هذا التفسير لا بد من إذاعة نتائج التحقيق».
وإذ لا يستبعد مسؤول آخر في المعارضة عدم حصول انتخابات رئاسية في لبنان قبل 8 أشهر، و«تحديداً قبل انقشاع الرؤية في ما يتعلق بالمحكمة الدولية ومسارها»، فإنه في المقابل يجد في «الإصرار السعودي والمصري» على انتخاب سليمان لرئاسة الجمهورية «ورقة ضغط عربية ـــــ أميركية على سوريا التي لديها هواجس من لقاءات قيل إن قائد الجيش عقدها مع جهات خارجية في مصر والسعودية تحديداً».
ويضيف: «سوريا غير مكترثة بالضغوط العربية والدولية التي تتعرض لها، وهي غير مستعجلة في الضغط على حلفائها في لبنان لتقديم تنازلات إلى فريق مرتبط بالأميركيين يتوعد سوريا ونظامها على مدار الساعة، وبالتالي فهي تولي أهمية قصوى لتحسين علاقاتها مع السعودية في الدرجة الأولى، لأن تحسن العلاقة سينعكس على الوضع اللبناني».
ويقول: «هذا لا يعني أن سوريا تطلب منا إعاقة أو عرقلة أي حل. فهي تتفهم مطالبنا وترى أن ما نوافق عليه توافق عليه».
ولكن هل ما زال سليمان مرشحاً مقبولاً لدى المعارضة وسوريا؟ يقول المعارض: «أمور كثيرة تغيرت ما بين تبني الموالاة ترشيح العماد ميشال سليمان وما نمر به اليوم، فالمشهد لم يعد كما كان، والمبادرة العربية ما هي إلا لرفع العتب، وكل ما يجري لا يتعدى كونه كسباً»!