strong> ثائر غندور
ينطلق السؤال بطلاقة من الألسن: «هل الحرب فعلاً مقبلة؟»، ويسيطر الخوف من تكرار مأساة الأعوام الخمسة عشر على عقول اللبنانيين. هم شاهدوا حوادث كنيسة مار مخايل. راقبوا الرصاص المجهول أو رصاص القنص الشبيه برصاص أحداث الجامعة العربيّة. وراقبوا سياسييهم يستخدمون عبارات عسكريّة وكأن كلّ من قاد الحرب القديمة يصرّ على مفرداتها.
لكن الوزير جان أوغاسبيان يتخوّف من تدهورات أمنيّة وليس من حرب أهليّة، لأن «حوادث يوم الأحد كشفت عن الوجه السلبي والخطير للوضع السياسي وهشاشة الوضع الأمني وقابليّته للانهيار في أي لحظة.كذلك رسمت تساؤلات مقلقة حول الوضع في لبنان».
ويجزم النائب السابق فارس سعيد أن لا حرب أهليةً قادمة. ويتفق أوغاسبيان وسعيد على انعدام قرار الانزلاق صوب حربٍ أهليّة عند أي من الأطراف، لكنّهما يتخوّفان من غياب شبكة الأمان إذ إن «الحكومة غير معترف بشرعيّتها والمجلس النيابي مقفل والدرك والجيش يستهدفان».
ويؤكّد سعيد أن لبنان لن يعيش حالة ستاتيكو، إذ إن الحادي عشر من شباط هو تاريخ رئيسي: «سننتخب رئيساً إذا لم يصر إلى السير بالمبادرة العربيّة»، ويوضح أنه لا يهدد عندما يقول هذا، وفي رأيه أن حالة اعتراضيّة ستنشأ إذا انتُخب رئيس، لكن «لا يستطيع أحد أن يقلب الأوضاع كما تُهدّد المعارضة، فهذه الورقة سقطت بعدما جُرّبت وفشلت».
ويقول سعيد إنه ليس مطلوباً من أحد أن يتنازل لخصمه «بل للدستور»، وإن البعض في لبنان يعيش نشوة إيديولوجيّة وشعبيّة وطائفيّة ويريد أنّ يغيّر النظام «فلماذا يتنازل لمنصب أو مدير؟».
بدوره، أوغاسبيان يقول إن الأكثريّة قدّمت أقصى ما يُمكنها من تنازلات ولا يُمكن أن تُقدّم المزيد، إذ «تراجعت عن مرشحَيها للرئاسة وعن أكثرية الحكومة. لكن مطالب المعارضة تتدرّج»، والمطلوب هو إحياء المؤسسات الدستورية لإعادة تشكيل لجنة الحوار الوطني.
ويرى أنه إذا كان في ذهن أحد تعديل الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، «فالمدخل الطبيعي لهذا التعديل هو المؤسسات الدستوريّة»، وأن على اللبنانيين الوصول إلى تفاهم يخرج الجميع فيه «لا غالباً ولا مغلوباً، ولا تظنّن المعارضة أنها تستطيع أن تخرج منتصرة».
ويضع أوغاسبيان المسؤوليّة على الزعماء للخروج من الأزمة لأن «استمرار الخلاف قد يوصل الشارع إلى درجة من الاحتقان والتوتر لا نعرف نتائجها».
أمّا النائب الياس عطا الله فيعتقد «أننا قد نصل إلى مرحلة لا يعود فيها الندم ينفع، لأن هناك كميّة من الضغائن تهدد بالانفلات الأمني، فهناك فراغ سلطوي صعب ملؤه، كما أن هناك خطّة لإضعاف السلطة والمؤسسات من الجيش إلى قوى الأمن والحكومة والمجلس النيابي». ولذلك يتخوّف عطا الله ولا يعرف أين يُمكن أن تصل البلاد، ويحمّل المعارضة مسؤوليّة التأزيم والتدهور.