strong>ثائر غندور
«لا مبادرة فرنسيّة للبنان»، يجزم أحد السياسيين اللبنانيين العائدين لتوّهم من باريس، ويضيف: «لكنّ لديهم رغبة حقيقيّة بعودة الاستقرار إلى لبنان». فهذا السياسي، الذي تابع المبادرة الفرنسيّة منذ بداياتها، يقول إن الفرنسيين لا يملكون جديداً، لكنّهم يرغبون بمساعدة اللبنانيين.
وتنطبق هذه الحال على زملائهم الإيطاليين، الذين يسألون السياسيين في زيارتهم عن المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات وما إذا كانوا يستطيعون القيام بأمر ما. ويعودون بعدها إلى سفارتهم كي يحضّروا لزيارة أخرى.
لكنّ الفرنسيين، الذين تلقّت مبادرة وزير خارجيّتهم برنار كوشنير ضربة قاسية في لبنان، لا يحمّلون أياً من الجهات اللبنانية مسؤوليّة الفشل. وفي تقويمهم لمبادرتهم، يقولون إنّهم حقّقوا خطوة إيجابيّة في علاقتهم بلبنان وهي البقاء على مسافة واحدة من الجميع. ويجدون أنّهم أنجزوا شيئاً في دعوتهم لحزب الله إلى سان كلو رغم الضغوط الأميركيّة والإسرائيليّة «والأكثريّة اللبنانيّة التي رأت أن الفرنسيين يكسرون طوق الحصار المضروب على حزب الله».
ويضيف السياسي أن الفرنسيين بدأوا بالتفاوض مع السوريين على أساس أن هؤلاء يملكون قدرة تأثير كبيرة على المعارضة، «أمّا اليوم، فقد فهموا أنهم يملكون تأثيراً محدوداً على حركة أمل وحزب الله، كما أن الأخير لا يوافق على طلب سوري إذا وجده يعارض المصلحة اللبنانيّة العليا».
وفي محاولته لتفسير الموقف الفرنسي المنفتح، والمختلف عن الأميركيين دون أن يصل إلى مواجهتهم، يضع هذا السياسي احتمالين: إما أن يكون هناك «خبثٌ» فرنسي، ولهذا فتحوا مروحة علاقتهم بكل الأطراف من أجل إمرار مصالح معيّنة، وإما أنهم حقيقة يهتمّون لاستقرار لبنان.