باريس ــ بسّام الطيارة
أعادت فرنسا التأكيد أن أي حل للأزمة اللبنانية «يجب أن يكون في إطار خطة وزراء الخارجية العرب»، وردّت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال أندرياني على سؤال لـ«الأخبار» عن «العناصر الجديدة لحل الأزمة اللبنانية» بالقول: «إننا لا نرى جديداً»، مذكّرة بموقف الديبلوماسية الفرنسية الداعمة للمبادرة العربية.
وكان الناطق الرسمي باسم الإليزيه دافيد مارتينو قد صرح في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بأن «موقف فرنسا لم يتغير» في ما يتعلق بالملف اللبناني، مكرراً التشديد على «دعم المبادرة العربية». وقال إن «باريس تأمل احترام موعد ١١ شباط».
وأعرب عن «صدمة السلطات الفرنسية» بعد اغتيال الرائد وسام عيد، متهماً جهات لم يسمّها بأنها وراء «ضرب» قوى الأمن الداخلي «بعد ضرب مؤسستي البرلمان والجيش» في إشارة للاغتيالات التي أردت عدداً من النواب واللواء فرنسوا الحاج.
ورأى أحد المحللين أن هذا التصريح يأتي في سياق اقتناع الفرنسيين بأن استهداف لبنان يتبع خطة مدروسة لتغييب المؤسسات وإشاعة الفوضى، لافتاً إلى أن هذا الاقتناع يطفو في بعض الأحيان ويختفي في أحيان أخرى ليعكس حرارة المشاورات التي تدور وراء الكواليس، رغم الإعلانات المكررة أنه لا جديد. فـ«غياب» الجديد لا يمنع كون مشاورات تدور بين القاهرة وباريس وبيروت تشكّل «مثلث أضلاع الحل» حسب تعبير لديبلوماسي عربي في باريس.
ويلفت أحد المراقبين إلى أن «عامل الاقتصاد قد دخل بقوة على تدابير الحل المنشود»، مفسّراً قوة هذا العامل بأن «حالة الشغب التي شهدتها العاصمة»، رغم التلوين السياسي الذي يريد البعض أن يسمها به، تشير إلى أن الحالة الاقتصادية وصلت إلى حد لا يطاق، وهو ما يمكن أن يفتح أبواباً جديدة تجلب ريحاً على نار الأزمة لتؤججها. كذلك يرى المراقبون أنه في معزل عن صحة وجود أساس للاتهامات بتسييس التحركات الاجتماعية، أو عدمها، لا اختلاف على كون المطالب محقة وعلى أن الوضع المعيشي بات غير مقبول.
وتكشف بعض الأوساط عن بدء الحديث عن الإفراج عن بعض المساعدات التي أقرّت في باريس ٣، مترافقاً مع حذر من أن تفسر المعارضة هذه المبادرة بأنها دعم مباشر لحكومة السنيورة أو أن تراها الأكثرية تلطيف أجواء مع المعارضة ومحاولة تقرب منها، وفي الحالتين فإن الإعلان اليوم عن وصول هذه المساعدات يمكن أن يشكل إحراجاً للجميع ويظهر كأنه خضوع للشغب والعنف وتبرير لما حصل في ضاحية بيروت وتوجيه لوم غير مباشر إلى الحكومة المدعومة فرنسياً.
ويضاف إلى هذا الإحراج السياسي إحراج إعلامي إذا قورن الوضع اللبناني بالوضع في غزة حيث تصل المساعدات بالقطارة رغم حالة شغب أشدّ
عنفاً.