غسان سعود
يضع مسيحيو الموالاة منذ ليل الأحد الماضي ثقلهم في مناطق وجودهم، ولا سيما في أقضية بعبدا، عاليه، المتن وكسروان، لاستثمار حوادث الأحد، عبر زعزعة التفاهم الشعبي والسياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على الأقل في الضفّة المسيحية. وقد تكثفت الاجتماعات الحزبية للقواتيين والكتائبيين والأحرار لوضع تصورات بشأن مضمون الخطاب الذي يفترض بمسؤولي الموالاة تبنّيه على المستوى العام وعلى مستوى البلدات والأحياء أيضاً.
وعقدت أكثر من خمسة لقاءات خلال الأيام الماضية بين مسؤولين من الصف الثاني في مسيحيي الموالاة لبحث العناوين العريضة للمرحلة المقبلة في ما يتعلق بتحركهم في المناطق المسيحية.
ويشدد القواتيون في اجتماعاتهم على ضرورة «تكذيب كل ما يُحكى عن انفجار قنبلة عين الرمانة بحامليها»، والتأكيد «أن هيبة القواتيين التاريخية هي التي حمت المنطقة». ويقولون إنه يفترض بالناس أن ينظروا إلى حوادث الأحد بصفتها إثباتاً على عدم صحة الكلام العوني عن تأمين التفاهم حماية دائمة للمسيحيين.
وعبّر أحد مسؤولي القوات البارزين في بعبدا، خلال اجتماع للقواتيين في منطقة فرن الشباك، عن اعتقاده بأن صور الأحد البشعة هي خطوة رابعة على طريق انهيار التفاهم أو انهيار التيار (شعبياً طبعاً)، بعد حرب تموز، والاعتصامات وما رافقها، والفراغ الرئاسي، مشيراً إلى أن المسيحيين يرون «استعداد الشيعة لإحراق البلد بسبب انقطاع الكهرباء عن أحد أحيائهم بضع ساعات»، ويسمعون الأمين العام لحزب حسن نصر الله يتحدث في خطب عاشوراء عن أن «ذروة العدالة هي الحكومة الإسلامية»، فيتفهّمون أكثر، يوماً بعد يوم، أسباب قلق فريق 14 آذار من انتصار إيديولوجيا حزب الله على المستوى الوطني. فيما يصل بعض القواتيين في الأشرفية إلى حدِّ القول إن شهداء الأحد كانوا مجرد وقود يستعمله حزب الله لتحقيق مصالحه كعادته في قتال الإسرائيليين».
بدورهم، يركّز محازبو الوطنيين الأحرار على لفت انتباه أهالي منطقتهم إلى «رابط سري» بين تفجير الأوضاع ووصول المحققين إلى خيوط مهمة في التفجيرات الأخيرة، رابطين بين غضب الناس من الجيش وتبرير الحزب لاحقاً رفضه إدماج قواته في هذا الجيش.
فيما ينتهي أهل الأحرار والقوات والكتائب (بحماسة أقل) إلى تحذير من يصادفونه بأن كرة حزب الله الثلجيّة كبرت جداً، ولم يعد أحد قادراً على ضمّها، فيما لم يستفد العونيون المتحالفون معه شيئاً، ولم يعودوا على طائفتهم إلا بمزيد من التهميش والتبعية. وجديد مسيحيي السلطة كلام منسوب لوزير الداخلية الإيراني السابق، علي أكبر محتشمي، يقول فيه إن «حزب الله جزء من الحكم في إيران، وعنصر أساسي في المؤسسة العسكرية والأمنية الإيرانية، وعلاقته بإيران أبعد بكثير من علاقة نظام ثوري بحزب، أو تنظيم ثوري خارج حدود بلاده»، عبارة يضيفها موزّعو البيانات على المنازل واحداً واحداً إلى البيان التأسيسي للحزب المؤرخ في 16 شباط 1985.
وينتهي القلقون من دور الحزب بالتأكيد أن مآثر فرقة الكوماندوس الكتائبي «بي.جين» لا تزال عالقة في الأذهان، وهؤلاء يعرفون جيداً من «سيكون حاضراً ومستعداً، على مختلف الصعد، للدفاع عن المسيحيين متى دقَّ الخطر».